غير مصنفة

زوما يواجه خطر الإقالة

ليبو ديسيكو*

يعتقد كثير من المحللين في جوهانسبورج، أن الرئيس جاكوب زوما، الذي تعصف به فضائح فساد، قد لا يُكمل ولايته الثانية بعد أن انتخب حزب المؤتمر الإفريقي الحاكم، نائب الرئيس سيريل رامافوزا، رئيساً له.
خلال السنوات القليلة الماضية، كان رامافوزا، نائباً للرئيس زوما، ولكن علاقتهما لم تكن سهلة. وقد خاض رامافوزا، حملته لزعامة الحزب على أساس برنامج لمكافحة الفساد، ويعتقد كثيرون أن هذا يعني أنه من المرجح أن يعمل رامافوزا، لضمان ملاحقة الرئيس زوما بتهم الفساد.
وفي ما يلي بضعة احتمالات يمكن أن تحدث من الآن وحتى الانتخابات العامة في 2019:

1- إقالة زوما
سيسعى حزب المؤتمر الإفريقي إلى تجنب وجود قطبي سلطة متصارعين، يتزعمهما كل من رئيس البلاد ورئيس الحزب الحاكم. ولهذا يعتقد محللون، أن الحزب قد يختار إقالة زوما من منصبه كرئيس، تجنباً لإثارة مزيد من الاستياء الشعبي تجاه الحزب. وهذا سيفتح طريق رامافوزا إلى السلطة. وفي هذه الحالة، سيسعى رامافوزا إلى الحفاظ على الثقة الشعبية بالحزب، التي تبلغ الآن في استطلاعات الرأي 62%.
ولكن في حال قرر الحزب تبنّي هذا الخيار، فإن ذلك قد يعرضه لخطر الانقسام؛ إذ إن بعض حلفاء زوما النافذين، بمن فيهم نائب الرئيس، والسكرتير العام للحزب، يمكن أن يعارضوا إقالة زوما.

وفي جميع الأحوال، يتوقع أن يواجه زوما وضعاً صعباً خلال عام 2018، لأنه:
أ- سيواجه إمكانية توجيه تهم فساد قضائية إليه، على صلة بصفقة أسلحة في التسعينات، حيث يشتبه بأنه قد يكون حصل على عمولات من أجل إتمام الصفقة.
ب- سيواجه إمكانية اتهامه بالمحسوبية، بسبب علاقته الوثيقة بعائلة غوبتا الثرية والنافذة سياسياً، حيث يشتبه بأن زوما تورط في فساد على صلة بهذه العائلة.
ويعتقد محللون في جنوب إفريقيا، أن زوما ليس شخصاً يرضخ من دون أن يقاتل.

2- زوما قد يستقيل
هناك احتمال ثانٍ برأي بعض المحللين، وهو أن تتمكن قيادة حزب المؤتمر الإفريقي من إقناع زوما بأن يستقيل من تلقاء نفسه؛ ذلك أن قادة الحزب يدركون الثمن السياسي في حال بدأ القضاء إجراءات لمحاكمة زوما، بينما هو لا يزال في السلطة.

3- زوما يبقى في منصبه
هناك من يرى أنه لن يكون من الحكمة بالنسبة لرامافوزا، أن يحاول إقالة زوما، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى انقسام داخل الحزب. وأصحاب هذا الرأي يرون أن الحزب يجب أن يركز على معركة انتخابات 2019، بدلاً من فتح معركة ضد زوما. كما أن رامافوزا، سيكون المستفيد من بقاء زوما في الرئاسة، وهو يواجه متاعب مع القضاء.
ويعتقد بعض المحللين أنه في حال بقاء زوما في الرئاسة، فسيغرق في التعامل مع مشكلاته القضائية، بحيث إنه لن يشكل أي تهديد حقيقي لرامافوزا. وهذا، برأي هؤلاء المحللين، سيمكن رامافوزا، من التركيز على المسائل الحقيقية التي ستكون عوامل حاسمة في انتخابات 2019.

*مراسلة محطة الـ«بي بي سي» في جوهانسبورج
*موقع المحطة


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى