مقالات عامة

زيادة الرقابة الصحية

ابن الديرة

دأبت إدارات الصحة العامة في دوائر بلديات الدولة، على تنظيم حملات تفتيش صحية، بعضها روتيني، دوري، والبعض الآخر مفاجئ وغير معلن المكان والزمان، على صالونات التجميل الرجالية والنسائية، لضمان التزام أصحابها وإداراتها والعاملين فيها بالضوابط والشروط الصحية المتعارف عليها، والمنسجمة مع طبيعة عمل هذه الصالونات.
النوع الأول من الحملات في الغالب لا يوصل إلى النتائج المرجوة، ولا يجدي كثيراً مع صاحب عمل تعود على المخالفة، أو يجد فيها مصلحة ما، كتوفير النفقات والتكلفة عليه على سبيل المثال لا الحصر، لأنه يستعد مسبقاً للتفتيش الدوري فيخفي المخالفات وتظهر أمور عمله كأحسن ما تكون، وما إن ينتهي التفتيش، «تعود ريما إلى عادتها القديمة».
لكن النوع الثاني الذي يباغت صاحب المحل على حين غرة، من غير أن يكون استعد مسبقاً للتفتيش، هو وحده الذي يمكن أن يقود إلى نتائج إيجابية، ويكون من السهل على رجال التفتيش اكتشاف المخالفات بخبرتهم التي اكتسبوها من عملهم، إضافة إلى أن بعض المخالفات يكون ظاهراً للعيان، وخاصة عندما يكون عنوانها افتقاد النظافة العامة.
لسنا بصدد الحديث عن أنواع العقوبات التي تفرض على الصالونات المخالفة، وتدرجها عندما تتكرر المخالفات ولا تستجيب الصالونات لتحذيرات رجال التفتيش، ولا يستجيبون لطلباتهم، فطالما تمادى القائمون على الصالونات في ارتكاب الأخطاء، فإنما يؤكدون بسلوكهم هذا عدم كفاية الإجراءات العقابية، وعجزها عن الارتقاء إلى مرحلة الردع، وبالتالي، يجب البحث عن حلول جذرية لمخالفات تتعلق مباشرة بصحة الإنسان.
حصاد الحملات التفتيشية على صالونات الحلاقة والتجميل، يؤكد استمرار ارتكاب أعمال مخالفة لقواعد الصحة العامة، رغم أنها تساهم ضمن حدود في تخفيض أعداد المخالفات، إلا أنها لم تقض على المخالفات نهائياً لخطورتها، وهو بالضبط ما يحتاج إلى إعادة نظر، فعندما تكون الخسائر الناجمة عن العقوبات أكبر من فوائد ارتكاب المخالفات، حينها سيرغم المخالف على إعادة تقييم موقفه.
توعية مالكي الصالونات والعاملين فيها مهمة وضرورة ومخاطبة العقل تجدي في كثير من الأحيان، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا يمكن للقفز فوق القانون أن يكون أسلوب تعامل ولا نمط حياة، لذلك يجب أن تنظم حملات توعية تركز على النتائج الصحية الخطيرة التي يمكن أن تنتج عن مخالفة قواعد العمل السليم، جنباً إلى جنب مع إعادة دراسة نظام العقوبات المتبع بحق المخالفين الذي يبدو أنه لم يصل بعد إلى الردع المطلوب.
إنها دعوة لأقسام الصحة في دوائر البلديات، لتدارس المشكلة، واتخاذ ما تراه مناسباً نحو منع أية مخالفة كانت في صالونات الحلاقة والتجميل، لأنها تمس صحة الإنسان مباشرة.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى