سؤال الشيخ محمد بن زايد اخر برميل نفط
محمد سعيد القبيسي
التقينا بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي – حفظه الله – أثناء زيارته لجناح هيئة مياه وكهرباء أبو ظبي في معرض الطاقة المستقبلية الذي عقد مؤخرا في أرض المعارض بأبو ظبي، فبعد أن استمع إلى الشرح المقدم من إحدى الشركات التابعة للهيئة، توجه إلينا سموه بسؤال لم نتوقعه او لم يكن في الحسبان، هذا السؤال الذي قد يخطر على بالنا أحيانا ولكن دائما ما كنا نقول لا لن يحدث ذلك أبدا، أو ربما بعد زمن طويل، والسؤال الذي طرحه سموه كان له أبعاد استراتيجية وإظهار للخطط المستقبلية، وهذا ليس بغريب على سموه، فقد تربى ودرس في أكبر المدارس الاستراتيجية – في العصر الحديث – وهي مدرسة زايد الخير رحمه الله وطيب ثراه، ذلك الرجل الذي لم يعرف المستحيل في إيمانه القوي بالله سبحانه وتعالى ، وبسواعد الرجال الذين كانوا معه، جعل تلك المصاعب والتحديات تتساقط أمام أرادتهم وإصرارهم نحو السير إلى أهدافهم وتحقيق ما تم التخطيط له للوطن وللأجيال القادمة، وهاهم أبناءه الآن من بعده يسيرون على نفس الخطى التي رسمها وعلى نهجه في إكمال مسيرة العمل والبناء .
لقد كان سؤال سموه ينم عن مدى اهتمامه وحرصه في التفكير للمستقبل، وكيفية التخطيط له ووضع السيناريوهاتت المتوقعة ومواجهتها وتوفير الوسائل اللازمة لذلك.
لقد كان سؤاله لنا هو (ماذا سنفعل في آخر يوم نصدر فيه آخر برميل للنفط، هل سنضحك أم سنبكي؟)
خيم بعدها السكون لثوان وكأنها ساعات وحلقنا بمخيلتنا نحو تساؤلات وأفكار كثيرة مرت كأنها كابوس، نعم ماذاا سنفعل؟ سؤال لم نجهز له إجابة بعد، ولكن بالتأكيد كانت الإجابة ستكون بأننا سنبكي…
وفجأة يكسر صوت سموه الصمت بالإجابة (بالتأكيد سنضحك)!!!!!
ولكن كيف سنضحك عندما نفقد النفط الذي هو شريان الحياة ؟
وماذا سنفعل؟
تساؤلات كثيرة وعلامات استفهام وتعجب تحوم فوق رأسنا !!!!!
فسألناه كيف ذلك – أطال الله عمركم ؟
فرد علينا بصوت الأب الحنون، وبنظراته الواثقة بجوابه (باستثمارنا فيكم أيها الشباب)……
يا له من رد…… ويا لها من إجابة……
ويا له من شعور في هذه اللحظة التي قال سموه هذه الكلمات العميقة، التي جعلت دقات قلوبنا تنبض باسمم الإمارات، وألسنتنا تبتهل بالدعاء ليحفظكم الله من كل شر، وأن يطيل في عمركم في طاعته ، وأن يجعلكم ذخرا لنا،، آمين يا الله.
إنه الجواب الذي يضع ثقة الأب بأبنائه، وثقة القيادة بشعبها وشبابها، إنها رسالة إلى الشباب ؛ فالشباب ليسوا طبقةة مهمشة في مجتمعنا ، وليسوا مجرد رقم ، أو عدد ، وليسوا مجرد شريحة أو طبقة اجتماعية توازن بها بين الطبقات الأخرى ، بل يمثلون فئة عمرية في مجتمعنا هم القادرون على الإنتاج والعمل ، فهم يشكلون القوة الإنتاجية العريضة لأي عملية تقدم ، والشباب هم الشريحة ألأكثر استقبالاً وفهما وتوظيفا لوسائل التواصل الاجتماعي ، وهم ألأكثر التصاقاً بثورة المعلومات والتكنولوجيا التي تميز العصر الذي نعيشه ، وتميز بين الدول والشعوب على سلم التقدم.
وأنهم هم الاستثمار الذي ستعتمد عليه البلاد في مسيرتها وتقدمها، والارتقاء بها إلى أعلى المستويات والمراكز– بعد الله تعالى – ، وأن يكونوا بقدر هذه الثقة التي أولتهم إياها القيادة العليا، وأن الوطن لا يكون اعتماده على أي ماديات، بل اعتماده على أبناءه من الشعب.
كما قال الشيخ زايد – رحمه الله – في عباراته المأثورة أن أفضل استثمار هو في الإنسان ذاته ، الذي هو أساس كلل تقدم وتخلف.
لقد كتبت هذه الكلمات لكي تصل إلى كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة، لبذل المزيد من الجهد في خدمةة الوطن، وأن يكون ولاءنا لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولدولة الإمارات وحكامها، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ الإمارات وولاة أمورنا وشعبها الكريم من كل شر اللهم آمين .