سلطان الإنسان والأرض
أحمد البيرق
«بقدر ما نعمل من أجل الإنسان يجب أن يكون عملنا للأرض» .. عبارة أكدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال لقائه برؤساء وأعضاء المجالس البلدية لمدن ومناطق إمارة الشارقة، لتذهب بِنَا إلى فهم أوسع وإدراك أكبر لأهمية الأرض التي نعيش عليها.
ربما كثير منا لا تخفى عليه مهام واختصاصات المجالس البلدية تجاه المجتمع وأفراده، وكيف أنها قد وجدت لتكون عين الحاكم ونبض المواطن، وشريكاً أساسياً لمختلف المؤسسات الحكومية في اتخاذ القرارات التي تصب في خدمة هذا المواطن وتوفير الحياة الكريمة له.
إلا أن لقاء حاكم الشارقة الأخير بالمجالس البلدية أكد بالإضافة إلى ما أوردناه، أمراً غاية في الأهمية، أمراً ربما لم يلتفت له الكثير لأنه لا يشغل إلاّ حاكماً عالماً مدركاً وواعياً لكل ما يدور حولنا، فاهماً لاحتياجاتنا أكثر من فهمنا نحن لحاجتنا إليها.
فقد أوصى سموه حضور ذلك اللقاء بالبيئة والأرض ببحارها وسواحلها وصحاريها وسهولها وجبالها، بمكنوناتها ومرتكزاتها المادية والمعنوية.
وأكد ألاّ يكون الاهتمام بالأرض من حيث التطور والتنمية فحسب؛ بل يجب أن تكون المحافظة أحد أوجه الاهتمام بتلك الأرض، والتنمية الحقيقية هي التي تدوم وتبقى للأجيال من بعدنا، وبالمحافظة نحقق الاستدامة.
إن ما دعا إليه صاحب السمو حاكم الشارقة ليس ببعيد عن المنهج النبوي الشريف، فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله «وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم».
هنا ندرك تماماً أن للأرض علاقة وثيقة بالإنسان، علاقة محافظة وتنمية تقوم على أساس خلافة الإنسان لله عز وجل في الأرض – «إني جاعل في الأرض خليفة» – ليحييها ويعمرها ويصلحها ويحقق العدل فيها ويدفع الفساد عنها.
علاقة أخرى تربط الإنسان بالأرض هي علاقة التفكر والتدبر ولا يمكن أن تتحقق هذه العلاقة إذا قضينا على ما تحمله الأرض على ظهرها من جمال الطبيعة.
علينا جميعاً أن نعي قول حاكم الشارقة (بقدر ما نعمل من أجل الإنسان يجب أن يكون عملنا للأرض) بأنه ليس مقتصراً على رؤساء وأعضاء المجالس البلدية بل لكل فرد يعيش على هذه الأرض.