شبابنا قادرون.. ينتظرون الفرصة

إيمان عبد الله آل علي
«ما زلنا بطيئين في ملف التوطين»، هذا ما قاله صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، رغم أن المبادرات التي أعلنت عنها وزارة الموارد البشرية والتوطين أخيراً مبشرة، فآليات العمل والتنفيذ واضحة، وبخطوات مدروسة، وبحوافز جيدة للقطاع الخاص وللشباب الباحثين عن العمل، وكثير من الأفكار التي طرحت وستنفذ، من شأنها التسريع لتحقيق الإنجاز في هذا الملف الحيوي.
حلم الوظيفة يراود جميع الشباب، وهناك كثير منهم يترددون سنوياً على معارض التوظيف، وتصطدم أحلامهم بالواقع، خلال رحلة البحث عن فرصة وظيفية، وأسماؤهم مسجلة في الجهات الحكومية الرسمية المعنية بالتوظيف، وكل ما يجدونه «لا توجد شواغر»، رغم أن أغلبيتهم يرغبون في العمل في القطاع الخاص، ويبحثون عن أية وظيفة، لكي يحصدوا ثمار سنوات الدراسة والاجتهاد.
وحسب قاعدة بيانات الوزارة، فإنه يوجد حالياً 4 آلاف و155 باحثاً نشيطاً عن العمل، بعد أن تمكنت الوزارة من توظيف 6 آلاف و862 مواطناً خلال عام 2017، وهذا يدعو إلى التفاؤل.
هناك فئة غير جادة في البحث عن عمل، وغير متقبلة لفكرة العمل في الخاص، وهؤلاء اختاروا بأنفسهم أن يكونوا في قائمة العاطلين، لكن ماذا بشأن الفئة الجادة المسؤولة التي تدرك قيمة العمل، وتتشوق لخدمة الوطن عبر وظيفة، وترغب في أن تكون منتجة في المجتمع، وتشارك في بنائه، وسنوات الانتظار زادت من قلقها وخوفها من المستقبل المجهول الذي لم تتضح معالمه بعد؟
قرار الوزارة لتسريع ملف التوطين، وإعادة النظر في منح تأشيرة عمل لاستقدام وافدين لشغل الوظائف في 400 فئة مستهدفة، بحيث تعطى الأولوية للمواطن لشغلها، ولن تصدر التأشيرة، إلا بعد التأكد من عدم توافر مواطن باحث عن هذه الوظيفة، سيكون لهما دور ملموس في زيادة نسب التوطين في القطاع الخاص، أما إعطاء الشركات المتعاونة مزايا، منها تطبيق نظام الرسوم المخفضة على إصدار تأشيرة العمل، ومتطلباتها إلى 300 درهم، بدلاً من 3 آلاف درهم، فسيكون له أثر كبير في تشجيع الجهات الخاصة على استقطاب المواطنين، فضلاً عن استهداف الوزارة توفير 15 ألف وظيفة للمواطنين في القطاع الخاص ضمن مبادرة «التوطين النوعي»، مع نهاية عام 2018، والمطلوب من الشباب الاستفادة من تلك الفرص مهما تكن بسيطة.
المبادرة المبتكرة في استحداث 1500 مركز للعمل عن بعد، على نفقة الوزارة للشركات المتعاونة، للمواطنين الباحثين عن العمل في المناطق البعيدة، ستحل من أزمتهم، وتصنع مستقبلاً مشرقاً لهم، خاصة أن أغلبيتهم من تلك المناطق، ودائماً يتركون عملهم بسبب بعد المسافة، والسيدات يتأثرن بهذا الأمر أكثر.
الطاقة التي يملكها شبابنا يجب أن تسخّر، فبسواعدهم يكتمل البناء، وهم قادرون على التميز في وظائفهم، لكن ما زالوا يبحثون عن فرصة ليثبتوا ذلك لأنفسهم وللوطن.
Eman.editor@hotmail.com