شباب ليبيريا يعلّقون الآمال على ويا
إيفيلين كبادِه سيغبه*
يأمل جيل الشباب في ليبيريا، أن يحقق لهم رئيسهم الجديد؛ نجم كرة القدم العالمي السابق، جورج ويا، ما لم تحقّقه الرئيسة السابقة، إيلين جونسون سيرليف، من مطالب.
يحظى الرئيس الليبيري المنتخب بشعبية بين شباب البلاد، الذين تحدُوهم الثقة بأنه سيمثل مصالحهم بشكل أفضل من سَلفه (الرئيسة السابقة). وقد أقرَّ نائب الرئيس، جوزيف بواكاي بالهزيمة.
وقد نزل ألوف من الأنصار المبتهجين بالرئيس المنتخب، جورج ويا، إلى الشوارع في العاصمة الليبيرية مونروفيا، للاحتفال بانتصار مرشحهم على نائب الرئيسة الحالي، جوزيف بواكاي.
ومن المقرر أن يتسلم اللاعب السابق، الذي اعتبرته منظمة الفيفا، «لاعب العام العالمي» في كرة القدم، المنصب من الرئيسة الحائزة جائزة نوبل للسلام، إيلين جونسون سيرليف، التي ستنتهي فترة حكمها التي استمرت 12 عاماً، في يناير/كانون الثاني 2018.
وكان ويا، قد خاض المنافسة على منصب رئيس البلاد، ونائب الرئيس، في انتخابين سابقين عامي 2005 و2011، ولكنه خسر في كلتا المناسبتين، لصالح سيرليف.
ويعلق كثير من الليبيريين على ويا، آمالاً كبيرة، ولا سيما أن الليبيريين الشباب مستبشِرون بأنه سيتمكن من معالجة العديد من التحديات التي تواجه البلاد.
وقال موسى شريف، البالغ من العمر 21 عاماً لإذاعة دويتشه فيلي: «إننا نحتفل لأن جورج ويا، يمثل مصالحنا، نحن الشباب في ليبيريا».
«وأنا آمل أنه مع وجود جورج ويا، رئيساً، ستنخفض رسوم التعليم، وسنحصل على تعليم مجاني، وستنخفض أسعار السلع». وتملأ أنصارَ ويا، الثقةُ بأنه سيمثل مصالحَهم بشكل أفضل، تلك المصالح التي يعتقدون بأن السياسية المحنكة «سيرليف» تقاعست عن معالجتها، بعد أن قضت في منصبها أكثر من عقد من الزمن. «وعَدت الرئيسة سيرليف بتوفير الوظائف والتعليم للشباب، ولكن دون جدوى. وارتفعت رسوم التعليم ارتفاعاً جنونياً. وأنا، المتحدث الآن، متسرب من المدرسة الثانوية»، كما قال الفين كاباه، البالغ من العمر 27 عاماً.
وقال رئيس التحالف من أجل التغيير الديمقراطي، ناثانيل ماكغيل، لإذاعة دويتشي فيلي: «لقد تكلم الشعب الليبيري، وإنه لنصرٌ لليبيريا. وكل ما نطلبه هو أن يتضافر جميع الليبيريين معاًَ، لكي نتمكن من بناء بلدنا». وقد أقرَّ نائب الرئيس بواكاي بالهزيمة يوم الجمعة، وهنّأ ويا، على النتيجة التي أسفرت عنها الانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء. وفي معرض مخاطبته أنصاره في مونروفيا، وعد بواكاي بتوفير الدعم لويا، ولكنه ذكره أيضاً باقتصاد ليبيريا الهش، والتحديات التي تكمن في الانتظار.
وقال بواكاي: «كلنا مسافرون على هذه السفينة الكبيرة التي تُدعى ليبيريا. وعلى الرغم من أنني لن أكون قائد هذه السفينة، فإن رغبتي هي أن تبحر بسلاسة دائماً». وقال لأنصار حزب الوحدة الذي ينتمي إليه، إنه يتحيّن الفرصة من أجل خدمة بلاده لا من أجل اكتساب السلطة. وقال إنه يحترم إرادة الشعب، قبل أن يشكر الليبيريين على سماحهم له بالخدمة نائباً للرئيس، على مدى 12 عاماً.
وقال: «إننا نعلم أن أنصارنا في ليبيريا وخارجها، يشعرون بخيبة الأمل من نتيجة الانتخابات. ولكن دعوني أقُل لكم، إننا جميعاً وبصورة جماعية، لم نألُ جهداً في المعركة الانتخابية».
وأشاد بواكاي أيضاً بالشركاء الدوليين، الذين وقفوا مع ليبيريا أثناء العملية الانتخابية الطويلة والشاقة. وقد فاز ويا، في الجولة الأولى من التصويت في أكتوبر/تشرين الأول، وحصل على 38.4%، ولكنه أخفق في تأمين نسبة 50% اللازمة لتجنّب إجراء جولة ثانية. وتمّ تأخير الجولة الحاسمة اللاحقة بين ويا، وبواكاي، مرّتين، بسبب ادعاءات تتعلق بالغش ومخالفات التصويت.
وقد وصفت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، القوية، وبعثة مراقبة الانتخابات في ليبيريا، التابعة للاتحاد الأوروبي، الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء، 26 /12 الماضي، بأنها سلمية ومُرضية. وتشكل الانتخابات أول انتقال ديمقراطي للسلطة في ليبيريا خلال أكثر من 70 عاماً، مع استمرار البلاد في التعامل مع تركة حربين أهليّتين متعاقبتين، بين عامي 1989- 2003، سقط فيهما ما يُقدَّر ب 250 ألف قتيل.
ويعني انتصار ويا، أن انتخابات فرعية ستعقد في الأشهر القادمة، لملء مقعدين شاغرين الآن في مجلس الشيوخ، هما مقعد ويا، ومقعد المرشحة لتكون نائبته، جويل هوارد تايلور، الزوجة السابقة لأمير الحرب السابق، تشارلس تايلور، الذي أدين عام 2012، بجرائم حرب. ويقضي حكماً بالسجن 50 عاماً في بريطانيا.
*مسؤولة الاتصال وترويج البرامج في مؤسسة الفاليت الليبيرية.
موقع: أوُل أفريكا