شكراً أزمة قطر
ابن الديرة
أزمة قطر هي، بالضبط، فضيحة النظام القطري. هذه حقيقة أولية يجب وعيها أولاً كلما تم تناول أزمة قطر ومستجداتها. التأكيد هنا على أن هذه الأزمة في نظر وتقدير الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب مشكلة صغيرة، بل مشكلة صغيرة جداً جداً جداً، كما عبر مسؤولون مراراً وتكراراً. في الوقت نفسه لا بد من التأكيد على أن قطر أصبحت، وهي تهرول كالمذعورة إلى الأمام، أشرس في سلوكها وفكرها المتطرف، ما جعل عقلاء العالم ينظرون إلى أكذوبة قرصنة وكالة الأنباء القطرية بعين الاستهجان والسخرية بعد تطبيق كل ما جاء فيها تطبيقاً مبالغاً فيه على الأرض. أزمة قطر بالنسبة إلينا مشكلة صغيرة، لكننا، نحن شعوب الدول المتضررة، مع الحكومات وقبلها، نتابع استمرار الضرر القطري خصوصاً على الصعيد الإعلامي، وخصوصاً على مستوى قناة الجزيرة الإرهابية.
لماذا قناة الجزيرة ليست وسيلة إعلامية؟ لأنها، ببساطة شديدة، تشتغل خارج الموضوعية والنزاهة والصدق، وتعكس أسلوباً انتقائياً وانتهازياً وكأنها الظل الخافت المرتعش لسياسة النظام القطري، «الجزيرة» التي أدخلت «إسرائيل» و«القاعدة» و«النصرة» و«داعش» إلى كل بيت عربي، ها هي مستمرة بالتواصل مع العدو «الإسرائيلي» وخدمته عبر إيصال صوته إلى الوطن العربي، وفي مساء أول من أمس الثلاثاء، استضاف برنامج «الاتجاه المعاكس» المتحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» كطرف محاور لمدة ساعة. قذ يقول قائل: وما الجديد؟ مع المتسائل كل الحق، لكن الجديد الآن اختلاق الأكاذيب من طرف القناة سيئة السمعة حول تطبيع مزعوم من قبل جيرانها مع العدو «الإسرائيلي». ليست إلا الوقاحة أضعافاً مضاعفة على طريقة قطر.
شر البلية ما يضحك، لكن شكراً لأزمة قطر التي عرت قطر وفضحت كل شيء بعد أن أسقطت عنها كل الأقنعة، ونزعت ورقة التوت الأخيرة.
شكراً لأزمة قطر التي جعلت مودة وغرام قطر لنظام الملالي في إيران على رؤوس الأشهاد، وشكراً لأزمة قطر التي أظهرت كمية حقد نظام قطر على الجيران والأشقاء. شكراً لأزمة قطر التي كشفت سر تنازل نظام الحمدين عن الحكم لصالح الأمير الصغير، ليشتغل الحمدان على الدسائس والمؤامرات والفتن من عتمة الكواليس.
شكراً لأزمة قطر التي «ضعضعت» داعش وتيارات الإرهاب في المنطقة. شكراً للأزمة التي بينت مدى حقد نظام قطر على دولة الإمارات خصوصاً، وشكراً للأزمة التي بينت كم أن قطر هزيلة وضئيلة مقابل دولة الإمارات القوية الواثقة. قطر اليوم لا تتورع عن ارتكاب مختلف الجرائم الإعلامية ضد دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، وفيما تعلن القناة الإخوانية الإرهابية عن موضوع برنامجها «للقصة بقية»، وتشير إلى أنه حول ما سمته التدين الجديد في أبوظبي، واضعة في الإعلان الترويجي صورة جامع الشيخ زايد الكبير، فإن القناة، بهذا، تتجاوز كل الخطوط الحمراء، ذاهبة، كعادتها، لكن بأسلوب أشرس وأوقح، إلى إثارة مسائل وحساسيات يعاقب عليها القانون.
الرأي هنا ضرورة مقاضاة قناة الجزيرة من قبل مجتمع الإمارات، ويمكن أن تمثله في هذا السياق منظمات المجتمع المدني. لا مجال للتفاهم مع من فقد رشده وعقله، ولا رادع إلا القانون ضد قناة تدعي أنها صحافة وإعلام حر، فيما هي أداة تخريب وخطاب بغضاء وكراهية وتحريض على القتل، أداة تتخلى عن حريتها المدعاة حين يتعلق الأمر بثالوث قطر والإخوان وداعش.
ebnaldeera@gmail.com