صرصور ضيف شرف على مأدبة عشاء
محمد سعيد القبيسي
بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والاعلانات التي يتداولها مستخدموا هذه المواقع، لمطاعم ومحلات اصبحت وسيلة لجذب الزبائن سهلة بل تكاد لاتستغرق الا ساعات قليلة حتى ينتشر الاعلان ويستقبل هذا المطعم الزبائن وهكذا, وذات يوم كنت وصديق لي نتجول واذ بنا نقف امام أحد المطاعم التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووجدناها فرصة لنتذوق شريحة (البرجر) الشهيرة والتي اطلق عليها نفس اسم المطعم, ودخلنا لنتاول البرجر, وماهي الا دقائق الا ونحن نتناول هذه الوجبة اللذيذة وبعد انتهائنا تفاجأنا بضيف يشاركنا الطاولة (صرصور) من النوع الفخم بلونه المعروف وبحجم الكينج, فخرجت من المطعم في حالة سيئة أما صديقي فقد قام بابلاغ العاملين في المطعم بما رأيناه ليقوم أحد العمال بالتقاط هذا الضيف ووضعه في الوعاء الذي اكلنا منه البطاطا وياله من فعل! طبعاً قمت بالتقاط صورة لهذا الضيف وابلاغ الجهات المسؤولة عبر تطبيق (حارس المدينة) عن هذا الموضوع وأيضا اصدقائنا ومعارفنا بضرورة تجنب هذا المطعم مؤقتا لحين اثبات نظافته.
جاءني الرد من بعض الاصدقاء بأن هذه الفعلة قد تكون من منافسين للاطاحة بسمعة هذا المطعم ولكن عند علمهم بأن الامر قد حدث لي شخصيا صدقوا الوضع, اما البعض الاخر فكانت ردودهم بالفعل غريبة وهي ان هذا المطعم لاحد الشباب وعلينا ان نعدي الموضوع ونتجاهله, كيف اتجاهل شخصاً أهمل في مطعمه وعرض حياتي لخطر التسمم بعدم اهتمامه بأعماله والاتكال على اشخاص اخرين من جنسيات مختلفة ليديروا أعماله, ولو حدث لنا تسمماً فهل جرب أعراضه والآلام التي تصاحبه والشعور بالخوف, وهل جرب وخز الابر والادوية هذا اذا لم تجر له عملية غسل معدة وغيرها من الاجراءات، إضافة إلى الوقت المهدور من عمله وإنتاجه، وتكاليف العلاج وفترة النقاهة.
قد يتغير الحال لو وجدت صاحب المطعم حاضراً في مطعمه خلف (الكاشير) أو خلف طاولة الطلبات او بين الزبائن يتابع الطلبات والزبائن ويرى بنفسه كل شيء ويحافظ على نظافة مطعمه، ويحرص على الزبون ليضمن زيارته مرات عديدة قادمة.
للأسف وهذه نقطة مهمة بعض شبابنا يقترض الاموال ليقوم بانشاء عمل ويترك ادارته لاشخاص لايعرفون النظافة ولا النظام ولا كيفية الحفاظ على الزبائن وفي الاخير يفشل العمل لسبب بسيط جدا أقله الاهمال, لذلك على صاحب كل عمل أن يشرف بنفسه على أعماله ويحرص عليها كل الحرص.
طبعا استفسرت من بعض الزملاء الذين أكدوا لي بأن دائرة البلديات وجهاز الرقابة يحرصون اشد الحرص على أن تكون هذه المطاعم على المستويات المطلوبة في النظاقة وطريقة تخزين الاطعمة وأيضا تقديم كشوفات بأنهم متعاقدين مع شركات لمكافحة الحشرات, ولكن سمعت ولا أدري مدى صحة هذه المعلومة؟ وأردت أن أذكرها للعلم وللتحقق منها، وهي أن بعض المطاعم لاتقوم بالتعاقد مع شركات معروفة لمكافحة الحشرات لأن أسعارها عالية نوعاً ما، ولكن تقوم بالتعاقد مع شركات صغيرة تصدر لها الشهادة بأنهم قاموا بعمل المطلوب وقد تكون هذه الشهادات شكلية فقط لاستخراج التراخيص أو تجديدها.
نحن مع كل من ينشئ عملاً تجارياً متميزاً يستفيد منه وندعو الله له وبالتوفيق وسندعمه ليكون منافساً للكثير من الأعمال على أن يكون صاحب العمل حاضراً في هذا المكان ويشرف عليه بنفسه لا أن يتركه لعمالة تتصرف وكأنها في بيئتها التي ترى وجود مثل هذه الحشرات شيئاً طبيعياً حيث أن فاقد الشيء لايعطيه, وتحية للشباب الذين نراهم يتابعون أعمالهم ويتواجدون دائما ويحرصون على تقديم كل ماهو صحي ونظيف لزبائنهم.
هذه رسالة لشبابنا الطامحين، نشد على أيديهم في إنشاء مشاريعهم الصغيرة لتكبر معهم، وهي رسالة أيضاً إلى المسؤولين لإرشاد أصحاب هذه المشاريع إلى أهمية المتابعة الدؤوبة على نشاطهم التجاري بل وتشجيعهم على هذا الاهتمام بمباشرة عملهم بأنفسهم، وإلاَ أصبحنا كالأم تعتمد على الخادمات الأجنبيات في تربية أبنائها في المأكل والمشرب والنوم، وهنالك كانت الطامة الكبرى التي تطالعنا بين الفينة والفينة أخباراً مأساوية.
في النهاية, لقد اضحت ابوظبي احدى المحطات السياحية العالمية يزورها سنويا الاف السائحين من كل صوب وحدب, وواجبنا بدفع عجلة الصناعة السياحية التي باتت احدى معالم بلادنا الاقتصادية, وذلك بالاهتمام باعمالنا لتظهر بالوجه المشرف امام السائح والمقيم.