عاصمة التنوير
يوسف أبولوز
يعمل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على تنمية مستدامة ومجددة دائماً لمشروع الشارقة الثقافي برؤية ثقافية أسس لها سموه منذ انطلاقة المشروع – الثقافي – الفكري – الفني في بداية ثمانينات القرن العشرين وحتى اليوم، وتحت يدي سموه دائماً أجندات عمل وتطوير تولد ويجري تنفيذها دائماً بفكر تنويري إبداعي معاصر مشدود دائماً إلى جذره التراثي.
على هذه الأسس العملية المتجهة دائماً إلى العمل الثقافي في أبهى تجلياته يوجه سموه إلى مبادرات وأفكار ومنصات عمل تلتقي تماماً ورؤية سموه وثقافته وفكره، واليوم، يضاف إلى بنية مشروع الشارقة الثقافي منصة جديدة تتمثل في الدورة الأولى، وهي لخطة ثقافية عالية القيمة لجائزة الألكسو= الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، التي تكرّم عقولاً عربية حملت تاريخ وتراث اللغة العربية بأمانة وصدق وانتماء حقيقي للوجدان العربي.
الجائزة التي ذهبت في دورتها الأولى إلى أكاديميين وجامعيين عرب كبار في نفوسهم وفي عقولهم هي تحية الشارقة للمثقف العربي، الذي يعمل بأمانة مع نفسه أولاً، ومن يعمل بأمانة مع نفسه هو أمين مع محيطه الاجتماعي المصغر، وأمين مع وطنه، وأمين مع العالم الذي يعني الإنسانية المبدعة المتفائلة.
أبعاد الجائزة، إذاً، ثقافية عربية تتصل باللغة بوصفها فضاء للفكر والأدب والإبداع والفنون، وتتصل بالمعجم بوصفه مرجعاً وتاريخاً للغة وجمالياتها واشتقاقها وهنا يجد الإشارة أن اللغة العربية هي ركن مهم جداً من أركان مشروع الشارقة الثقافي.. هذا المشروع الذي أسسه وشارك به صاحب السمو حاكم الشارقة، بالكلمة العربية والحرف العربي في مؤلفاته التاريخية منها والمسرحية والسردية والسير الذاتية سواء سيرة الحياة أو سيرة الناس، وسيرة المكان بلغة عربية صافية.
اللغة العربية التي تكرمها الشارقة بتكريم حماتها وحراسها الباحثين والدارسين والمعجميين واللغويين هي لغة ديوان العرب المحترم في الشارقة بإنشاء بيوت الشعر في عدد من العواصم العربية، والعربية هي رأس لغة المسرح الذي تحرص الشارقة على أن تكون لغة الضاد أو اللغة الأم، والعربية هي لغة الفنون ولغة روح معرض الشارقة الدولي للكتاب، واليوم، العربية هي مركز الدراسات اللغوية المعجمية.
علينا أن نشير أيضاً إلى الموضوعات المهمة التي بناء عليها فاز بالجائزة د. أحمد المتوكل، ود. صالح بلعيد، ود. عباس عبدالحليم عبداللطيف، ود. عبدالرزاق جعنيد، فهي تعاين في مختبرات بحثية دقيقة ما يتعلق أكاديمياً بالمناهج ووظائفها واللسانيات، وعلاقة اللغة بالأمة، والمصطلح النقدي، والصناعة المعجمية.
تتوجه دائماً بوصلة الشارقة الثقافية إلى ما هو إنتاجي وإبداعي وأصيل في الفكر والفن والأدب واللغة والتراث، ومن هذا التوجه هي عاصمة الثقافتين العربية والإسلامية، وعاصمة الكتاب والمسرح والتنوير.