عرس الشارقة الثقافي
محمد سعيد القبيسي
يختتم، مساء اليوم، معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والثلاثين، ولم يعد هذاا المعرض سوقاً للكتاب، بل هو عرس ومهرجان ثقافي، واحتفال وحشد يجتمع فيه الكبير والصغير، المسؤول والموظف، والأسرة بأكملها. لقد وصل هذا الحدث في الإمارات إلى العالمية، فعاليات ومبادرات تركز على القراءة وأهميتها، لترسيخ مجتمع يرتكز على التنمية المستدامة.
في أروقة المعرض تشاهد أقلاماً عالمية في الأدب والثقافة والعلم، من كل أرجاء المعمورة، لقاءاتت متخصصة لمختلف الكتاب والمفكرين والجمعيات العلمية، نشاطات طلابية وزيارات للطلبة على مختلف المستويات التعليمية، تغطية إعلامية لهذا الحدث في مختلف وسائل الإعلام، المقروءة والمرئية والمكتوبة والإلكترونية.
ومما يلفت النظر، وأنا أتابع منذ سنوات زياراتي للمعرض، أن شخصيات وأدباء وكتاباً وأساتذة لم أرهم طوال السنة بكاملها، أعودد فأراهم في عرسهم الثقافي هذا يتبادلون الرأي، ويتحاورون، ويحملون في أيديهم كتبهم، وآخرين يتجمعون أمام كاتب هنا وكاتب هناك، ليوقع لهم مؤلفه، لأنهم يعتزون بلقاء الفكر والثقافة.
أرى المشهد وأنا أرقب جيلاً ثقافياً واعياً يصنع حضارة الأمة، ويحّصن الوطن بأهم عامل من عوامل البناء، ألا وهو العلم، فطوبىى لأمة جعلت الكتاب رائدها ودليلها إلى الرفعة والعزة.
معرض الشارقة للكتاب أصبح من أكبر المعارض الدولية للكتب في مجال بيع وشراء حقوق النشر، ويعد مصدراً مهماً للمعرفة،، وجاءت مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدعم مكتبات الشارقة العامة بمبلغ 4 ملايين درهم ختام المسك للمعرض، بالتزامن مع أهم أحداث هذا العام، وهو عام القراءة 2016، الذي بات سارياً لكل الأعوام بقانون القراءة الوطني، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ولخدمة القارئ أيضاً ليكون مطلعاً على أهم وأحدث المؤلفات والكتب في مجالات المعرفة والعلم المختلفة، مواكباً بذلك للتطورات وكل ما هو جديد، وهو ما بات ضرورياً لاستمرار تطور المعرفة للمجتمع، وجذب القارئ للمكتبات. وتدعم مكرمة سموه الناشرين لمواصلة السعي في إثراء الثقافة الإنسانية، ومد جسور التواصل مع مختلف الحضارات.
القراءة هي عادة علمية اكتسبها ابن الإمارات ليحقق العلم الحقيقي، الذي أرادته القيادة الرشيدة في بناء دولة عصرية، تتصدرر العالم في الابتكار والإبداع والانطلاق نحو الآفاق، لتحقق سعادة الإنسان ورفاهيته، وتقدم له الأمن والأمان والاستقرار والمستقبل الزاهر بإذن الله.