غلطة «شرارة» بألف
مارلين سلوم
غلطة من؟ أو الحق على من؟ من يتحمل مسؤولية فشل حلقة في برنامج، الضيف أم المعد وفريق العمل ومن ضمنهم المقدّم؟ الجواب لا يحتاج إلى تكهنات، فإذا كان البرنامج ناجحاً ويلقى قبولاً جماهيرياً، يتحمل الضيف مسؤولية فشل حلقته، لأنه كان دون المستوى المأمول منه، أو أنه وقع في أخطاء لا يغفرها الجمهور ولا تمر دون إثارة ضجة وتعليقات.
هذا ما ينطبق على حالة الجدل التي أثيرت بعد استضافة الموزّع الموسيقي هادي شرارة في الحلقة الأخيرة من برنامج «منّا وجر» على شاشة «أم تي في» اللبنانية، ثم إعلانه «ندمه» على هذه المشاركة، معلقاً على حسابه على «إنستجرام» بأنه «أتى ليعيد ذاكرة الوالد.. فاتسخ بهشاشة المضمون وسطحية الأسئلة». نستغرب تعليق شرارة، وانزعاجه من البرنامج و«مستواه» على حد قوله، علماً أن «منّا وجر» يعرض للموسم الرابع على التوالي، وليس جديداً لا في مضمونه ولا في طبيعة أسئلته ومحاوريه!
لا ندخل في متاهات «الردح»، إنما نتوقف عند حالة «الندم» التي يعلنها البعض بعد زلاته على الهواء، سواء كان البرنامج مباشراً أو مسجلاً. فهل أحس هادي شرارة بالندم بعد تعليق الناس على كلامه الذي استفزهم، فبادر برمي الكرة في ملعب البرنامج ومستوى الحوار فيه؟
«منّا وجر» أراد تقديم تحية تقدير ووفاء للإعلامي الكبير الراحل رياض شرارة، فاستضاف ابنه وسأله عن مذيعي ومقدمي اليوم، لكن رده جاء صادماً للحاضرين في الاستوديو وللمشاهدين، حيث أكد الابن مراراً أن «مايا دياب» الوحيدة التي تملك مؤهلات في تقديم البرامج كانت موجودة لدى والده. طبيعي أن يثير رأيه الجدل على مواقع التواصل، لأنه شتان بين رياض شرارة ومايا دياب.
من لم يعش مرحلة رياض شرارة، ولم يعرفه، فاته الكثير. هذا الإعلامي مدرسة في تقديم البرامج، لا يشبه إلا نفسه ولا يجب البحث عن خليفة له، لأنه حالة يصعب أن تتكرر في سرعة البديهة والسلاسة وخفة الظل والثقافة وأسلوب الحوار واللباقة في البرامج الترفيهية، والتعامل مع الضيوف، سواء كانوا من أهل الفن والفكر والمشاهير، أو من الناس العاديين..
مهما كان رأي الموزّع الموسيقي بمايا دياب كمغنية، إلا أنه لا يجوز بأي شكل تشبيهها بأحد كبار الإعلام. غلطة شرارة بألف، لأنه أساء لمكانة والده أولاً، كما أهان البرنامج ومن فيه، بدل أن يقدم اعتذاراً عما بدر منه، وليعتبرها «زلة لسان».
معروف عن هادي شرارة حدة طباعه، وكثرة أزماته مع فنانين وابتعاده عن الإعلام عمداً، لكن هل يجوز الربط في مثل هذه الحالات بين الموهبة الفنية والتحرر من أدب الحوار والكلام، وإطلاق الفنان العنان لمزاجيته تحت هذا الغطاء، ومراشقة الجميع بالحجارة؟
marlynsalloum@gmail.com