قضايا ودراسات

في اليوبيل الذهبي

ابن الديرة

نحو ثلاث سنوات تفصلنا عن اليوم الوطني الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحينها تبلغ الخمسين عاماً من عمرها المديد، يوبيلها الذهبي، الذي يعتبر بحق ذهبياً وليس تقليداً للغير ولا مجاملة للنفس، فما تحقق في هذه الفترة الزمنية القصيرة من عمر الشعوب، يرتقي إلى مصاف المعجزات وأكثر، والشواهد في الميدان كثيرة وأصعب من أن تحصى.
الأحلام لم تتحقق كلها بعد، وطالما الشعب وقيادته عرفا الطريق وقررا السير فيه إلى نهايته، فالأمل مستمر رفيقاً لكل الخطوات المرحلية والمستقبلية، وحينها ستستمر النتائج عظيمة كما بدأت وإن اختلفت في الكم والكيف، وهو بالضبط ما يجعل الحلم قائماً يدغدغ الوجدان.
والحلم الأكبر ودولتنا تحتفل بيومها الوطني الخمسين إن شاء الله، أن تكون قد أنجزت الهدف الاستراتيجي الأكبر المتعلق بالتوطين، بما يعني ألا يكون هناك مواطن على أرض الإمارات عاطل عن العمل، لا يجد فرصة حقيقية للكسب المشروع الذي يؤمن له القدرة على توفير متطلبات الحياة الميسورة، ويعمل في الوقت نفسه على خدمة بلاده التي رعته منذ اللحظة الأولى لمولده.
لا يعنينا هنا أولئك الذين يبحثون عن تغيير الوظائف وأماكن العمل وليس أكثر، ولا الذين يبحثون عن تحسين ظروف عملهم فيبحثون عن الوظائف وهناك عاطلون عن العمل هم أحق بها منهم، فالأولوية بالمطلق للعاطل الباحث عن فرصة عمل حقيقية.
حلمنا أن تنتهي الأشهر التي تفصلنا عن احتفالات اليوبيل الذهبي، فنحتفل كما تحتفل الدول بالقضاء على الأمية مثلاً، بتوظيف آخر مواطن كان ينتظر على لائحة الباحثين الجادين عن فرصة عمل، ونتهيأ لتشغيل المواطنين القادمين الجدد إلى سوق العمل بسعادة بالغة.
الحكومة مطالبة بأن تنتهي من هذا الملف الذي عاش كثيراً بلا داع، فليس من المعقول في بلد غني، يستقبل الملايين من العمالة، ألا يستطيع توفير فرصة عمل لكل مواطن يطلبها.
ليس بمقدور أحد أن يتنكر للدور الهائل الذي قامت به الحكومات المتعاقبة منذ قيام الدولة في مجال التوطين، فقد وظفت مئات الآلاف من المواطنين، وشجعت القطاع الخاص على استيعاب المزيد منهم لكنها لم تلزمه رسمياً وقانونياً وتتابع ذلك ميدانياً، والمطلوب منها أن تبقى مسؤولة عن هذا الملف حتى تغلقه تماماً.
التوطين، تشغيل المواطنين، وضرورة تعيين المواطنين في وظائف تتناسب مع تخصصاتهم وخبراتهم، وألا يكون هناك مواطن عاطل عن العمل مهما كانت الظروف والأسباب، مهمة وطنية تقع على عاتق الحكومة، لكن القطاع الخاص ليس بعيداً عن هذه المسؤولية، فهناك الكثير من الوظائف المناسبة في القطاع الحكومي وفي القطاع الخاص التي تناسب المواطنين ويجب أن يشغلها الباحثون الحقيقيون عن العمل.
شباب الوطن الباحثون عن وظيفة وعمل، لديهم طاقات كبرى يجب أن يحسن البلد تفجيرها واستغلالها في دعم مسيرة التنمية المتميزة، والاستعداد للمهام الوطنية المستقبلية مع كل الطاقات العاملة المواطنة.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى