قاهر اليأس
شيخة الجابري
في مقال سابق لي هنا في «الخليج» أسميته «محمد بن راشد وصناعة الأمل» ونُشر في الثلاثين من أكتوبر 2015، قلتُ بأن هذه الشخصية القيادية النادرة لا تكتفي بتحقيق الآمال والمنجزات لأبناء شعبها فقط، وإنما تصنع الأمل لمن حولها كذلك، واليوم ما زالت الصناعة قائمة ومستمرة وبأدوات ورؤى جديدة تتطور مع تطور العصر، وتذهب بعيداً نحو الاهتمام بالإنسان وبث التفاؤل في روحه وقلبه وطموحه وآماله، ليكون قادراً على مواجهة التحديات وقهر الصّعاب كي يعبر إلى شاطئ الأمان بسلامٍ وطمأنينة.
إن صانع الأمل بالأمس يحاول اليوم كسر اليأس في النفوس، ويسعى إلى أن يعمّم الخير والفرح في كل مكان كيف لا وهو الشاعر الذي دانت له القوافي وانسابت العربية ريّانة فتّانة بين كلماته وعباراته التي زُرِعت في القلوب فأينعت أطيب الثمار.
إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – رعاه الله- حين أعلن هذا العام عن صنّاع الأمل في نسخته الثانية قال الكثير من العبارات التي تحمل في داخلها كنصوص أدبية روح الأمل والتفاؤل، فقد قال سموه مؤكداً أهمية ما يرمي إليه من الإعلان عن صنّاع الأمل 2 «سنظل نحارب اليأس والتشاؤم في عالمنا العربي بآلاف القصص الاستثنائية وآلاف الأفراد من صناع التغيير الإيجابي»، مشيراً إلى أن: «أجيالنا بحاجة لقدوات من صناع الخير، وهناك موجة إحباط في عالمنا العربي لا بد من محاربتها».
إذن محمد بن راشد آل مكتوم يحارب ويقهر اليأس والإحباط بالتشجيع على الأخذ بيد الآخرين من المحتاجين وغيرهم ومساندتهم والعبور بهم إلى بر الأمان، وهو في إصراره هذا يذهب بعيداً في رؤيته للعالم من خلال عدسة مكبرة لا تقف عند حدود وطنه، لكنه قائد استثنائي متفرد يؤمن بأن الحياة الحرة الكريمة والمستقرة هي حق لكل إنسان يعيش على وجه الأرض، وأن باستطاعة الآخرين بذل الجهد وصنع الأمل وغرس الخير في كل مكان كي لا يكون هناك بائس أو محروم أو محبط، بخاصة أن عالمنا العربي يضج منذ سنوات بالكثير من عوامل القهر، والتعاسة، والموت.
إن صاحب السمو الشيخ الشاعر والقائد والمفكر والأديب محمد بن راشد آل مكتوم يحمل في يده الغالية معولاً لهدم كل ما من شأنه أن يُشقي الإنسان، وفي اليد الأخرى يضيء مشعلاً يضج بالأمل، ويوقد شمعةً من فرح تضيء ليل المتعبين، المنكسرين، المضطهدين، الذاهبين نحو اليأس والذبول. بارك الله تعالى في جهود سموه وخطواته الإنسانية العظيمة.
Qasaed21@gmail.com