قضايا بسيطة
جمال الدويري
الطريقة الأنجح في عملية تنسيق الطرق، وتحديد المداخل والمخارج في كثير منها، ومسارات الجسور، وطرق الخدمات، ليست باعتماد مخططات الشركات الهندسية فقط، لأنه في الأغلب يكون الأمر مختلفاً كلياً عند تطبيق المشروع، وظهور عيوب لم تكن في الحسبان.
الطريقة الأنجح، تكون بأن يُكبّد المهندس أو مسؤول الطرق نفسه عناء استخدام الطريق أو الجسر الذي أجازه، في وقت الذروة كأي مستخدم للطريق ليعرف مدى كفاءته، وقدرته على استيعاب الحركة في جميع الأوقات، لا الاكتفاء بالمخططات والرسوم البيانية.
بعض الطرق لا يختلف اثنان على أن هندستها فيها خطأ واضح، وأن استخدامها يتسبب في مخالفات مرورية، خاصة تلك التي تقوم فيها بعض الدوريات الراجلة بتسجيل أرقام المركبات، إذ إن بعض مداخل هذه الطرق ومخارجها، تجبر السائقين على السير في مسارات هي بنظر الشرطة مخالفة، ولكنها ب «منطق» السائق صحيحة.
السؤال: هل تجتمع الطرق والشرطة لمناقشة شكل الطريق ومدى ملاءمته للقانون، أم أن الأولى، أنجزت ما هو مطلوب منها، والثانية، تنفذ القانون فتخالف الناس، برغم أن العيب في الطريق؟
هذه القضايا البسيطة، هي أكثر ما يشغل العامة، وتكون محل شكواهم بشكل مستمر، لأنه ليس فينا من لا يستخدم الطرق، وقد يكون عرضة لمخالفات يراها غير صحيحة.
قضية أبسط بكثير مما سلف، تتعلق بالحدائق العامة التي تكون متنفس الناس الأوحد، خاصة في شهور الشتاء والطقس الجميل؛ فهل كلف مسؤول الحديقة نفسه وحمل أسرته وأغراض الرحلة، وذهب إلى الحديقة، ليستجم مع عائلته، وتعامل مع مداخلها ومخارجها، كأي زائر في يوم جمعة، ليعرف مدى الإرباك والمعاناة والازدحام الذي يعانيه الزوار.
الكثير من الحدائق، لو زارها مسؤولوها، لوجدوا أنها تحتاج إلى مداخل ومخارج كثيرة تطل على مواقف السيارات، المتوافرة أصلاً، ولكن من سوء التخطيط أن يترك لها مدخل واحد على واجهة، قد يزيد طولها على كيلومتر، ما يجعل العامة يعانون الأمرين في تحميل أغراضهم ونقلها.
أليس بمقدور إدارات هذه الحدائق، فتح المزيد من الأبواب على المواقف، لدخول المتنزهين وخروجهم، حتى لا يتزاحموا أمام مدخل واحد؟ وأليس بمقدورها توفير خدمات التحميل والتنزيل، بمقابل مادي يدفعه الزائر، أسوة بما يجري في المطارات، حتى يتخلص الناس من الإرباك الذي يعانونه، وهم أصلاً قاصدو استجمام؟
هي قضايا بسيطة جداً، وقد لا ترقى لأن تكون موضوعاً للكتابة، لكن كثرة شكاوى الناس والاتصالات التي تردنا عنها، تدعونا للفت الانتباه، عسى أن يحمل مسؤول الحديقة، (أدوات الشواء، واللحوم، ولوازم الطعام والشراب، والكراسي، والمفارش، وألعاب أطفاله، وفوقها الأطفال أنفسهم)، ويسير فيهم أكثر من كيلومتر، حتى يصل مدخل الحديقة، ثم مئات الأمتار حتى يصل إلى داخل الحديقة، وكذلك عند العودة، فهل يبقى لديه وقت ليستجم ويستمتع؟
jamal@daralkhaleej.ae