قيمة العمل وإرث الأوائل
مريم البلوشي
العمل هو عمل، ليس المهم أن تكون خلف المكتب، أتمنى لكم المركز الأول وليس البديل للأول، كلمة استهل بها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لطيران الإمارات، كلمته في استضافة خاصة للهيئة العامة للطيران المدني للحلقة الشبابية الأولى لقطاع الطيران، في مقر طيران الإمارات، كلمته التي بدأ بها، هي حالة من استشعار الواجب الخفي خلف عملنا، كيف أننا لا نقلل من شأن أي عمل، أن نبدأ في أي مكان نحبه، يقدم لنا وظيفة نخدم بها دولتنا ومن ثم يأخذنا الطموح للأعلى والأهم متى ما وثقنا بأنفسنا، وقدراتنا، وبأننا نريد أن نقدم بكل وفاء وإخلاص.
في لحظة استشعار كانت للإنجازات في هذا القطاع ذي الديمومة والأهمية لدولتنا التي تنمو كل يوم، دولة لا تزال شابة في عمرها، استطاعت أن تأخذ بساط الريادة في الطيران، وتتربع على العرش بحسن الأداء والتميز، لم تكن أعواماً سهلة، بل متعبة في البدايات للمؤسسين وأصحاب الخطوات الأولى حتى أصبحنا اليوم نفاخر بمكانتنا وتفردنا أمام الكل، ونرى الكثير يتغير ويتجدد. هل يا ترى كانت القمة في يوم أو عام؟ لا، فكيف بمن لا يفكر ويريد أن يكون في قمة الريادة دونما تعب؟ ليس هناك حالة من نجاح دونما أن يتمرغ المرء بأعوام من التحديات والتعلم، التعلم المستمر، والتواضع المستمر أيضاً.
الكثير أمامنا، نريد أن نحقق الأكثر، لكن ما في يدينا يحتاج منا أيضاً أن نحافظ عليه، ورث بل إرث كبير، هو جوهرة سلمها الأوائل لنا، في قطاع هو يؤثر مباشرة في دخل الدولة وحياتنا اليومية، نحن اليوم حلقة وصل مهمة عالمية في منطقتنا تصل الشرق بالغرب، نقرب الأب من أبنائه، الأم من وطنها، والجدة من أحفادها، نوصل الطالب لمكان علمه، ونعيد المغترب لأرض وطنه، نسهل للمريض الانتقال والعودة معافى بخير، وكيف هي الحياة دون الوصول لأطهر بقاع الأرض، مكة حيث القلب والحب. وهل بعد كل هذا نتقاعس أو نتردد؟
اليوم نعرف بحق كيف أننا في تحديات لنحافظ على ما لدينا، نحتاج المورد البشري متسلحاً بكل وسائل الثقة والعلم، الخبرة والتجرد من الثقة التي في غير محلها، كلنا هنا من أجل ألاّ نتنازل، أن يكون هناك صف ثان وثالث ورابع بتتابع حريص على أن يرتقي ويتقدم قطاع نفاخر به الأمم، نحتاج لأن يخاطر الكثيرون منا ويجرؤون على الدخول في مجالات ليست مجربة حتى تصبح موجودة، نحتاج أن ندخل مجالات هي موجودة لكننا لم نردها لتعبها..! اليوم نعرف لن يعلمنا غير أنفسنا، ولن يتفوق علينا غير أنفسنا، فلنكن بقلوبنا وأرواحنا أصحاب إرادة وعزيمة لا تتردد..!
شكراً للهيئة العامة للطيران المدني على الحلقة الشبابية الأولى في قطاع الطيران المدني.
Mar_alblooshi@hotmail.com