قضايا ودراسات

«كوانتوم» النظام العربي

عبداللطيف الزبيدي

هل تظن أن العمود اليوم محض دعابة؟ فيزياء الكم هي أصدق ما ينطبق على النظام العربي. حاول العثور على سطر واحد غير واقعي في هذا الطرح. الفيزيائي الكبير ريتشارد فينمان يقول: «إذا ظننت أنك تفهم فيزياء الكم، فهذا دليل على أنك لا تفهمها». أنت أعقل من أن تدّعي فهم النظام العربي.
من الأركان السبعة في هذه الفيزياء: التشابك الكمومي، وهو أن الجُسيمين اللذين سبق لهما أن تشابكا، سيظلان متشابكين حتى ولو فصلتهما مسافات نجومية تنتفي الاستقلالية. النظام العربي دائماً في حالة تشابك كمومي. لا يعرف أحد من أين يصدر القرار المصيري ولمصلحة من؟ لا حديث عن المسائل السيادية وغيرها. تأمّل مبدأ «ازدواجية الجُسيم/الموجة». النظام العربي لا تعرف له شكلاً أو قواماً. هو حقاً جُسَيْم، لأنه لا وزن له على المسرح العالمي، وهو صدقاً موجة، فإنجازاته فقاقيع على السطح. لكنه أيضاً يركب دائماً الموجة التي تجعل الشعوب في النهاية «تأكل هواء».
انظر مبدأ التراكب في فيزياء الكم، عندما يمكن أن يوجد الإلكترون في مواقع متعددة في آن. حين تظن أن النظام العربي رأسمالي يلوح اشتراكياً، فإذا تصوّرت أنه اشتراكي بدا لك لا هذا ولا ذاك. له عشرون مظهراً وليس أيّاً منها يتظاهر بمعاداة التخلف ولا يخطو خطوة نحو التنمية. تراكبت فيه المتناقضات وهو ينقضها كلها. قصة قط شرودنجر معروفة في التراكب، فهو يمكن أن يكون ميتاً وحياً في آن؟ من يمثل النظام العربي؟ الجامعة العربية طبعاً. هي موجودة وغير موجودة.
مبدأ هايزنبرج طريف، وقد ترجمه العرب بسلسلة من التسميات، تنطبق جميعاً على النظام العربي: عدم التحديد، عدم التأكد، مبدأ الريبة، مبدأ اللايقين، مبدأ الشك. مفاده تعذر التنبؤ بحركة الأشياء من حيث الموقع والسرعة.أمّا في شأن الموقع فذلك لأن النظام لا يدري مع من سيكون غداً، بمعنى تحت مظلة من؟ وأمّا السرعة، فنترك حسابها لدعابات خيال القارئ.
لزوم ما يلزم: النتيجة الإشفاقية: من سبعة مبادئ في فيزياء الكم، ذكرنا أربعة، اختصاراً للفضائل.

abuzzabaed@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى