كيف تحوّلت «تويتر» للربحية؟

هايلي تسوكاياما*
لأول مرة في تاريخها، أعلنت «تويتر»، تحقيقها أرباحاً خلال إعلانها عن نتائجها الفصلية، وهو ما اعتبره الكثيرون مفاجأة كبيرة، وقالت الشركة إن تلك الأرباح وتحسن الأداء المالي لها جاء نتيجة للتركيز على نقاط البيع الأكثر قوة، وهو الإعلانات الرقمية التي تكون بمثابة منصة تواصل بين المعلنين والعملاء. ولقد لاحظت التصريحات الجديدة التي لم نتعد عليها خلال الفترة الماضية من مسؤولي الشركة، حيث قال أحد كبار تنفيذييها إن «تويتر» ملتزمة تماماً بمساعدة شركائها على تحقيق الاستفادة القصوى من جميع خدماتها.
وتشير التحليلات إلى أن النتائج القوية لتويتر، جاءت بسبب تكامل واجتماع عدد من العوامل، منها ارتفاع مبيعات الإعلانات وعوائدها، خصوصاً في الموسم الذي كان متخماً بالأعياد، والأداء الجديد لسهم الشركة الذي جاء نتيجة للأداء القوي لأسواق المال الأمريكية خلال الربع المنصرم، وذلك رغم أن أعداد المنضمين الجدد إلى الموقع لا يزال يتضاءل بشكل ملحوظ عاماً بعد عام. ومما شكل مفاجأة أيضاً بالنسبة للمتابعين، إعلان الشركة تحقيقها عوائد على نمو الأرباح، حيث سجلت 732 مليون دولار مقابل 686 مليون دولار كانت التوقعات التي رسمها الخبراء، علاوة على أن أسهمها قفزت بـ 22% بعد الإعلان عن النتائج ليبلغ 31.27 دولار، ما يرجح أن تسجل الشركة أرباحاً إضافية وتستمر في منحنى المكاسب خلال الربع الجاري.
ويرى الكثير من المتابعين، وأنا منهم، أن تحسن أداء الشركة خلال الربع الماضي جاء بسبب ما صرحت عنه الشركة نفسها، وهو التركيز على الإعلانات الإلكترونية التي جنت منها شركات أخرى مثل «جوجل» و«فيسبوك» وغيرها مئات المليارات من الدولارات، وذلك على الرغم من أن الشركة لم تتمكن من الوصول إلى العدد الذي حددته من حيث أعداد المشتركين بالموقع، والذي ارتفع بمقدار 4% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، ولكن الأمر الإيجابي الذي أظهرته «تويتر» هذه المرة، هو أن العدد الفعلي لمستخدمي الموقع بشكل يومي ارتفع بـ 12% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، وهو ما اعتقد أنه بسبب قرار الشركة زيادة عدد الحروف المخصصة في التغريدات من 70 إلى 140 حرفاً، بغض النظر عن الجدل الكثير الذي دار حول قرار الشركة.
وأعتقد أن قرار الشركة مضاعفة عدد الأحرف المستخدمة في التغريدات زاد من تفاعل الناس وشجعهم على الكتابة بشكل أكبر بحساباتهم على الموقع. وقد كان التحسن في الأداء المالي أيضاً نقطة إيجابية تحسب لإدارة الموقع التي رسمت استراتيجية جديدة استطاعت بها التحوّل إلى النطاق الإيجابي، حيث إنها تعاملت بكل جديّة مع الانتقادات التي وجهت لها حول نشرها معلومات زائفة وغيرها من السلبيات الكثيرة.
*واشنطن بوست