للغتنا مؤتمر في الشارقة

عبدالله الهدية الشحي
لغة الضاد كما يروق أن يسميها بعض علمائها، أو لغة الظاء كما يطلق عليها بعض جهابذتها، هي لغتنا العربية التي تم اعتمادها عام 1974 كلغة رسمية سادسة في الأمم المتحدة، وهي التي تحتل المركز الرابع من حيث الانتشار العالمي؛ حيث يبلغ عدد ناطقيها أكثر من 422 مليون نسمة، يمثلون 6.6% من سكان العالم، وهي -من حيث الخصائص- اللغة التي يقرأ ويفهم أبناؤها من دون عناء ما احتوته من أدب ونسب وفكر وثقافة وعلم وأحداث وأحاديث، عبر تاريخها الطويل، فما قيل وما كتب قبل الإسلام يقرأ ويفهم ويحقق بكل وضوح وسهولة في قرننا الحالي، وسيبقى الحال كذلك بعون المولى -سبحانه وتعالى- حافظ كتابه الكريم المعجز والمنزل باللسان العربي المبين، وهي -من حيث المميزات الأخرى- اللغة التي تحتوي على 16000 جذر لغوي، بينما لا تتعدى اللغة الإنجليزية الأكثر انتشاراً في وقتنا الحالي 700 جذر لغوي، وفي ذات السياق -من حيث البرهان على ما تتفوق بها لغتنا العربية- تم عمل إحصائية بين أهم أربع لغات حية، وهي: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والروسية، اعتماداً على عدد الكلمات في كل لغة في أهم المراجع والمعاجم المتوفرة لكل لغة، وجاءت النتيجة أن اللغة العربية تحتوي على 12302912 كلمة بدون تكرار، بينما تحتوي اللغة الإنجليزية على 600000 كلمة فقط، تبعاً لأكبر المعاجم المتوفرة لها، والفرنسية تحتوي على 150000 كلمة، بينما تأتي اللغة الروسية في المرتبة الأخيرة فهي تحتوي على 130000 كلمة فقط، وفي نتيجة هذه الإحصائية فليتنافس ناطقو الضاد في نشرها، لتصبح لغة العلم والمعرفة؛ لأنها الأجدر والأبقى.
اليوم صباحاً سينطلق بتنظيم المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مؤتمر اللغة العربية الدولي الثالث، على مسرح الجامعة القاسمية بالشارقة، بعنوان تعليم اللغة العربية وتعلمها تطلع نحو المستقبل: ((الفرص والتحديات))، وتحت شعار بالعربية نبدع.
وسيكون برنامج المؤتمر، خلال يومي المؤتمر، حافلاً بالعديد من الفعاليات المتنوعة، بين الجلسات والندوات وورش التحكيم، التي سيقدمها نخبة من المختصين والضالعين في دراسة واقع لغتنا ومستقبلها، والمتتبع لعناوين محتوى المؤتمر سيدرك أهمية المواضيع المختارة بعناية تامة، ومدى فائدتها القصوى لشرائح المجتمع كافة، و خاصة بالنسبة لمعلمي ومعلمات اللغة العربية، ولطلاب وطالبات التعليم العالي كافة، وخاصة الدارسين والدارسات في كليات اللغة العربية والشريعة والإعلام، فهل سنرى الحضور الذي سيبرهن على حبنا للغتنا العربية، التي تعتبر الوعاء الدائم الذي يحفظ ديننا وجذورنا وهويتنا، ويحافظ على وجود حاضرنا وديمومة مستقبلنا؟، خاصة أن وزارة التربية والتعليم قد قامت مشكورة بدعوة جميع كادر معلمي ومعلمات اللغة العربية؛ لحضور هذا المؤتمر والتفاعل معه، حتى تعم الفائدة، وتتحقق الأهداف المنشودة؛ لذا ومن أجل أن تتمكن الوزارة من قطف ثمار المؤتمر، كونها شريكة رئيسية فيه، فعليها ضرورة التأكيد على مديري المدارس ومديراتها بضرورة السماح لمعلمي ومعلمات اللغة العربية بالحضور، وعدم منعهم بحجة عدم المقدرة على تغطية الجدول المدرسي خلال يومي المؤتمر، فالمعلمون والمعلمات هم المعنيون بالاستفادة منه أكثر من غيرهم، وأما نحن من نعشق لغتنا فسنحضر إن شاء الله، وسنقول للعالم: هنا للغتنا -إضافة إلى هذا المؤتمر- مؤتمر دائم في الشارقة.
aaa_alhadiya@hotmail.com