لماذا أحب الألعاب الأولمبية؟
تنوع في كل شيء الألعاب، الثقافة، اللغة، النشيد الوطني، الملابس، أساليب التدريب إلخ. تنوع يجلب المتعة ويبرز جمالية التعايش، وأهمية الرياضة في بناء الجسور الإنسانية والثقافية والاقتصادية، هي بمثابة استراحة عالمية تذكر الإنسان بأهمية السلام والتواصل والاحترام والتعاون لمصلحة أمن وسلامة وازدهار الجميع كما تذكر بأن النجاح يسبقه تخطيط وتدريب وجدية وثقة. هكذا هي الألعاب الأولمبية التي تنظم كل أربع سنوات وتجذب متابعة المشاهدين في كل مكان فهي المنافسة الرياضية الأولى في العالم بمعيار حجم الدول المشاركة وعدد المنافسات. ملايين المتابعين في الملاعب أو من خلال الشاشة أمام منافسات متنوعة ولكل منافسة فنها وعشاقها وقوانينها وأساليب الإعداد لها وطرق التدريب التي تقود إلى الذهب. متعة للاعبين والمشاهدين. أنا كمشاهد أتابع مستمتعاً هذه المنافسات، أجدها حافلة بدروس في التنظيم والتدريب والروح الرياضية والشغف والطموح والتحمل من أجل تحقيق أهداف واضحة، حافلة بالتنافس مع الآخرين للظفر بالميداليات والتنافس مع الذات لتحقيق أرقام جديدة. حافلة بالتفاصيل الصغيرة التي تشد الانتباه والإعجاب، خذ مثلاً انضباط الجماهير في مباريات التنس الأرضي وتشجيع الإبداع في أداء الطرفين، أما الشباب الصغار المكلفون بإعادة الكرات المتشتتة بطريقة منضبطة فهي لافتة للنظر ومؤشر على تدريب جدي حتى في الأمور البسيطة نتج عنه تنفيذ رائع. وفي التفاصيل جمال تنظيم إجراءات التتويج بالميداليات، وتشمل التفاصيل الروح الرياضية الواضحة كما في مسابقة كرة الطائرة حين يتبادل الفريقان التحية مهما كانت النتيجة. روح رياضية يتجه فيها الخاسر في مسابقات الجري نحو اللاعب الفائز لتهنئته، ويتجه الفائز للخاسر لمواساته.
في منافسات الأولمبياد إبداع يبرز أهمية التخطيط والتدريب سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية، إبداع في مباراة التنس الأرضي النهائية تستمر ثلاث ساعات، إبداع في الجمباز، في السباحة، في كرة الطائرة، في القفز بالزانة، في ألعاب القوى، في تنس الطاولة وغيرها.
يمكن القول وقد أكون مخطئاً: إن تطبيق الأنظمة في منافسات الأولمبياد صارمة أقوى من الفيفا ويلاحظ أن اللاعب الذي ينطلق في مسابقات الجري قبل انطلاق الصافرة يتم استبعاده، ويمكن القول أيضاً: إن تبرير الخسائر بأخطاء التحكيم أو غيرها في الأولمبياد أقل مما يحدث في مسابقات كرة القدم.
*نقلاً عن الرياض السعودية