غير مصنفة

ماذا أعددنا للإجازة؟

عبد الله الهدية الشحي

غداً سينهي فلذات أكبادنا في كافة مراحلهم الدراسية امتحاناتهم وسيحصلون على إجازة طويلة مدتها أربعة أسابيع، وهي إجازة رائعة للجهات التي تعنى بالتوعية والتثقيف أياً كان مجال تخصصها ونوعية خدماتها التي تقدمها للمجتمع، وهي في ذات الوقت فرصة سانحة لاستقطاب أبنائنا وبناتنا في كافة مستوياتهم الدراسية من رياض الأطفال وحتى التعليم العالي للانخراط في برامج ومشاريع ونشاط هذه المؤسسات المجتمعية التي وجدت لتنشئة وتأهيل وتنمية ورعاية واحتضان قدرات الموهوبين والمبدعين في كافة مجالات الحياة الفكرية والثقافية والعلمية والعملية وفق خطة استراتيجية تهدف إلى زرع حب الولاء والانتماء لإماراتنا الغالية وقيادتنا الرشيدة وخلق الشخصية المتزنة ذات القيم العالية والطموح الذي لا يحد والمتشبثة بكل ما يجب أن يكون ثابتاً والمنطلقة لمتطلبات العصر وروح الحضارة بكل عزم وجدارة.
ستبدأ الإجازة إن لم تكن قد بدأت فعلاً وفق جدول الاختبارات لبعض المراحل الدراسية ولكن لم يبدأ للأسف الشديد معها ما كان يجب أن يبدأ من قبل كافة الجهات المناط بها مسؤولية التنمية البشرية، فلم نسمع و لم نرَ إلى اليوم ما يرضي الحال بشكل يرضي طموح التوقع أو يسر ما يسكن في الخاطر بشكل كافٍ من برامج تسويقية أو دعوات اشتراك تشويقية لجذب الطلاب من قبل مؤسساتنا الموكل إليها رعاية الشباب وتوعية الأجيال وتنمية المعرفة والمجتمع من وزارات وهيئات وجمعيات نفع عام رغم أن طبيعة المناخ في أيامنا هذه ونحن نعيش أجواء «المربعانية» أجمل وأنسب بشكل كبير لإقامة المناشط والتدريبات والدورات والمسابقات ولتقديم البرامج والمحاضرات وإقامة المعسكرات الثقافية والرياضية والعلمية والكشفية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ترى لماذا لا نرى ما يجب أن يكون أو نشاهد على أقل طموح وتقدير الفن الممكن طالما أن الهدف ضروري للغاية والغاية لا بد من تحقيقها لأنها تبرر الوسيلة التي تقف للأسف الشديد دون تحقيق ذاتها بحجة عدم وجود الاعتمادات المالية الكافية لتقديم ما يتم تقديمه خلال الإجازة الصيفية ولغاية تحقيق هذا سيبقى السؤال المحير هل المال أغلى من فلذات أكبادنا ؟ سؤالاً مشروعاً للجميع.
ستبدأ إجازة فلذات أكبادنا وستقفل المدارس للأسف الشديد أبوابها وستبكي الأيام على هدر ساعاتها وستشكو المدارس من هجر حراكها وهي التي مازالت ترجو بقاء هذا الحراك بين أروقتها بعيداً عن الفصول الدراسية من خلال تفعيل دور المختبرات وغرف المصادر والأندية المدرسية إن وجدت وجماعات النشاط بمختلف مسمياتها، هذا غير تأدية الدور المهم للمدرسة خاصة أثناء الإجازات وأعني هنا الشراكة المجتمعية كونها مصدر إشعاع للبيئة المحيطة بها وللإجازة قيمة مهمة وأهمية كبرى يتم من خلالها توثيق عرى الشراكة حين تشرع المدارس إمكانياتها المعرفية ومكوناتها الرياضية للمعلمين وأولياء الأمور والأبناء معاً وفق برنامج هادف يشترك في محتواه الجميع ليحقق للشراكة المطلوبة المنهجين العام والخفي معاً.

aaa_alhadiya@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى