ماذا عن 32 مليون مسافر؟
رائد برقاوي
لم تتقدم دولة في العالم بالسرعة التي تقدمت بها الإمارات في القطاع السياحي. خلال أقل من 20 عاماً باتت الدولة لاعباً نشطاً على خريطة السياحة العالمية، ومنافساً قوياً ومقصداً متنوعاً يجمع بين الترفيهية والأعمال والتسوق.. إنه إنجاز يحسب لرؤية القيادة.
عندما نتحدث عن السياحة في الإمارات نتحدث عن ما يزيد على 20 مليون زائر يفدون سنوياً من المنطقة والعالم. وعن مطارات تتعامل سنوياً مع 130 مليون مسافر. عن منشآت فندقية تربو أعداد غرفها على 200 ألف غرفة، وعن منشآت ترفيه وتسويق هي مقصد عشرات الملايين من الزوّار سنوياً استثمرت فيها عشرات المليارات.
السؤال الذي يطرح هنا، هل حققنا نجاحاً في التحول إلى مقصد سياحي عالمي؟ الجواب الطبيعي، نعم، الإمارات باتت أساسية على الخارطة الدولية.
ولكن، هل ما نملكه من إمكانات تؤهلنا لاستقطاب أعداد أكبر من الزوار؟ ولماذا هذا العدد حول العشرين مليون زائر وليس 30 مليونا أو حتى 40 مليوناً؟ ماذا ينقصنا؟
لدينا كل شيء.. أمن وأمان وبنية أساسية متطورة، وأرقى المطارات والموانئ، فضلاً عن الطبيعة من شواطئ وصحراء ساحرة، ومراكز تسوق وفنادق فاخرة، ومراكز معارض دولية، وتسهيلات دخول تسمح لأكثر من 50 جنسية بالوصول دون تأشيرة مسبقة، بالإضافة إلى شركتي طيران فاخرتين، ومثلهما للدرجة الاقتصادية، والكثير من أماكن الجذب في موقع جغرافي استراتيجي يتوسط الشرق والغرب.
المسؤولون عن السياحة في الدوائر المعنية ومعهم شركات الطيران لم يقصروا، فهم يعملون ويجتهدون وينجزون، لكن هل أرقام الزوار – على ضخامتها – تتناسب مع الإمكانات المتوفرة في الدولة؟
الحقيقة، لا، فبإمكاننا جذب المزيد والمزيد. نتحدث هنا عن 32 مليون مسافر (ترانزيت) يصلون إلى مطارات الإمارات ولا يدخلونها. ماذا نفعل لجذبهم لزيارتها بدل التوقف فيها فقط؟
نتحدث أيضاً عن منشآت فندقية تدور نسب إشغالها بين 75% و78% فقط. ماذا عن ريع الغرف الخالية؟ كيف يمكن إشغالها وعشرات آلاف الغرف الجديدة التي ستدخل السوق في الأشهر المقبلة أيضاً؟
«جهود ترويجية مكثفة».. مطلب ضروري لزيادة النجاحات في صناعة السياحة خاصة أن الرسوم المفروضة من قبل الهيئات والدوائر على العاملين في القطاع ليست بالقليلة بل مرتفعة جداً. و«أسعار بمتناول الجميع» من قبل الفنادق والطيران مطلب مهم، فالمنافسة عالمية والمستهلك عالمي أيضاً، و«ترويج أكثر فعالية» لتغطية أسواق جديدة مهم في هذه المرحلة.