مقالات عامة

مازال ألم المدير حيّاً

عبد الله الهدية الشحي

مؤلم جداً ونحن ندوّن في خططنا السنوية قيمة العدل واستراتيجية الصراحة والتشجيع ومبدأ إعطاء كل ذي حق حقه ونعيش وفق علانية التقارير السنوية التي تشجع وتعزز المخلص والمبدع بتقييمها وتعالج نقاط الضعف وتأخذ بيد المقصر إلى المستوى المنشود بتقييمها وتقويمها، أن نسمع الصرخات هنا وهناك من قبل هذا الموظف الذي وقع ولا يزال يقع عليه الضيم من قبل مسؤوله المباشر أو من قبل ذاك الذي سلب حقه وتم التلاعب بتقريره لا من قبل مسؤوله الذي أنصفه بل من قبل المسؤول الأعلى في الإدارة الذي يتدخل مباشرة عن طريق تغيير مستوى التقرير الوصفي وخصم درجاته المستحقة التي حصل عليها بكل جدارة وفق توافق إنجازاته مع معايير التقرير، خاصة في حال وجود شاغر معين في السلم الوظيفي ليتمكن بذلك من ترقية من يريد مسبقاً بناء على أهوائه الشخصية وليس من أجل مصلحة بيئة عمله وقطاع إدارته، فالترقيات والعلاوات السنوية تعطى حسب درجة القرب من مكتب وقلب هذا المسؤول البارز.
مؤلم جداً حين تتم مكافأة من يعمل دائماً ويسعى إلى التغيير الإيجابي وإلى الابتكار والتنمية المستدامة والمنافسة، بلفت نظرٍ لا يستحقه من مديره لأنه لم يوفق في أمر ما خارج عن إرادته أو بسبب تجربة كان يهدف من خلالها إلى التطوير ولم يحالفه خلالها التوفيق، وهو مع هذا لا يزال مصراً على بلوغ هدفه التطويري والتنموي أو بسبب الاستماع إلى رأي هذا الحاقد ووشاية تلك الشخصية الحلزونية التي لا عمل لها سوى التنقل بين الموظفين لاستراق ما يحلو لها من السمع أو الظفر بما يروق لها ولمديرها. وكم هو مؤلم حقاً أن يوجد إلى الآن هذا المدير الذي يفتح أبواب مسامعه للمغرضين فيصدق أول ما يسمع أو يؤمن بآخر ما يسمع ولا يملك الرأي السديد باتخاذ القرار ومعرفة قانون الجزاء ومبدأ تقديم الثواب على العقاب، وذاك المدير الذي يعلم قدرات موظفه ويعرف مدى إخلاصه ولكنه مع هذا يوقع عليه الجزاء الظالم ثم يقوم بالتودد لمن أوقع عليه الظلم ويبرر ما قام به من إجحاف بعذر أقبح من الذنب حين يصرح بأنه حين اتخذ قراره المجحف كان في حالة تقمص لدور المدير الحازم وهذا لعمري هو البلاء المبين، أو ذلك المدير الذي يغض طرفه عن المتقاعسين الذين لا يعملون ويقوم بدور المفتش المتحفز لا الموجه والمشجع ويقضي جل وقت عمله في تتبع ورصد أخطاء من يسعى إلى التطوير الدائم.
إنه لمن المؤلم حقاً أن نرى في زمننا هذا مديراً يحمل المؤسسة التي يديرها وما احتوت على كاهله ويجعل من نفسه مرجعاً لكل شاردة وواردة، فالمؤسسة بفكره الوظيفي ملكه الخاص وهو في الحقوق فوقها وفي الواجبات على كرسي وجاهتها فهي هو، وهو ليس هي، لذلك لا يؤمن بأي دور لمن ينوبه أو أي صلاحيات أو تفويض لأي كفاءة كانت تحت إدارته، فإن حضر أنجز شيئاً من العمل أو أوصد الأبواب واستنكر تواصل المراجعين وإن غاب تعطل العمل ورجع العملاء بحسرتهم وظل الموظفون بغصتهم يرددون كالرجل الآلي «المدير غير موجود».

aaa_alhadiya@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى