«مايكروسوفت» هل تخشى «جوجل»؟
تيم باجارين*
على الرغم من أن معظم الشركات التكنولوجية في العالم نمت وتطورت اعتمادا على الأدوات المتطورة التي توفرها مايكروسوفت، خصوصاً من حيث الإنتاجية، إلا أن الجيل الجديد من المستخدمين بدأوا في التوجه نحو استخدام منتجات جوجل التي أصبحت تضاهي من حيث الشمولية الخدمات التي توفرها مايكروسوفت، لا سيما فيما يتعلق بحفظ المستندات وأرشفتها وسهولة التعامل معها. كثيرا ما أصادف أطفالي يستخدمون الكثير من الأدوات والبرمجيات من عدة شركات، إلا أن التوجه الجديد في المدارس والمعاهد يركز على استخدام منتجات جوجل أكثر من أدوات مايكروسوفت، كما أنني أقضى وقتا طويلا كل يوم في مساعدة أطفالي على حل واجباتهم المنزلية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ما يمنحني مساحة يومية لتذكيرهم بالتحول الكبير الذي أحدثته في حياتنا.
عودة إلى موضوعنا، فإنني أكاد أجزم بأن الجيل الجديد من الطلاب الذين لا يتعدون التاسعة، لا يعرفون أي شيء عن استخدام أدوات مايكروسوفت مثل «Word» أو «Excel» أو غيرها من الأدوات التي اعتدنا استخدامها حتى بعد الطفرة التكنولوجية الحديثة، كما أنني لاحظت مؤخرا أن ابنتي تستخدم تطبيق سناب شات للتواصل مع زميلاتها في المدرسة لحل الواجبات المنزلية أو حتى الدخول في محادثات جماعية للدراسة أو حتى مجرد التواصل العادي. هذا الأمر دفعني إلى التفكر ملياً في التحول الذي بدأ يطرأ في الاعتماد على منتجات جوجل عوضا عن مايكروسوفت، ودفعني أيضا إلى حضور ورشة نظمتها جوجل للحديث عن تطوير منتجاتها، وإحلالها بديلة عن حزمة أدوات مايكروسوفت العريقة، حيث لفتني سؤال أحد الحضور عن الطريقة التي ستتمكن بها جوجل من دمج خدماتها الخاصة بالدردشة في أدواتها، وهو السؤال الذي استحوذ على المساحة الأكبر من النقاش.
كانت هذه المرة الأولى التي تتاح لي فيها الفرصة للقاء فريق تطوير أدوات جوجل المكتبية المعروفة باسم G Suite، وتأكدت حينها أن جوجل قادمة وبقوة لإزاحة مايكروسوفت من هذا السوق الذي جعل منها الأكبر على ساحة البرمجيات على مستوى العالم، كما أنني توصلت إلى قناعة كبيرة بأن جوجل تعمل ليل نهار على توفير احتياجات عملائها من جميع الجوانب، بغض النظر عن السلبيات الكثيرة التي لا يتسع المجال لذكرها هنا.
نتيجة لكل ما ذكرت، أعتقد أن مايكروسوفت ستصبح أكثر دقة وكفاءة في منتجاتها، لأنها بدأت تشعر بالتأثير الكبير لقوة منتجات جوجل التي أصبحت تنافسها في أدواتها التي سيطرت بها لعقود من الزمن، وبدأت في سحب البساط من تحت أقدامها، ما يطرح ميزة أخرى ألا وهي أن ذلك التنافس سيصب في النهاية في مصلحة المستهلك الذي ستتوفر له أقصى معايير الجودة والتنوع.
*تيك أوبنيون