مثلث التعليم
محمد سعيد القبيسي
التعليم عامل رئيسي في أي نهضة، وهو أهم أعمدة النقلة النوعية للنهضة على كل المستويات، وما تحقق للدول العظمى على مستوى القوة والنفوذ العالمي، بسبب الاهتمام الكبير بالتعليم، ولقد أعادت إحدى الدول نظامها التعليمي من مرحلة الروضة إلى نهاية المرحلة الثانوية لأنها أحست بتفوق غيرها في بعض الجوانب العلمية التي أثرت على مسارها في قيادة العالم.
والنظام التعليمي مثلث متساوي الأضلاع، لابد من احتساب قواعده الثلاث لرفع كفاءة الإنتاجية للعملية التعليمية، حتى نحصد جناها في إنتاج أجيال صاعدة متعلمة متدربة تخدم متطلبات الوطن ومجتمعه في كل درب وميدان.
أولاً: كفاءة المعلم، لا يكفي أن يكون من أصحاب المؤهلات والشهادات الرفيعة ليكون ناجحاً في أدائه، ولكن هناك عوامل أساسية أخرى غير التخصص، فلا يكفي لمدرس الرياضيات مثلاً، أن يكون خريج بكالوريوس في الرياضيات ولكن هناك الشخصية وكما يقولون (الكريزما) ولا يأتي ذلك إلاّ من جراء المقابلة الشخصية التي تبرز الدور القيادي للمدرس، الذي يملك مقومات العطاء التعليمي بأسلوب قريب من أعمار الطلبة، كلُّ في مرحلة تعليمه.
ثانياً: المنهج، جميل أن يتم كل فترة من الزمن إعادة النظر بالمنهاج من أجل تطويره، وإعادة تأطيره وفق ما طرأ على العلوم والدراسات من أفكار وآراء ومدارس جديدة، وابتكارات علمية، وخاصة هذه الأيام ونحن في عصر التسارع التكنولوجي، وصرعة المعلومات التي تهطل علينا ولا نكاد نستطيع اللحاق بها، لذلك كان لابد من الاهتمام بجانب معاصرة المناهج في سائر المواد لاقتباس آخر ما انتجته العقول من شراكات متنوعة في سائر العلوم والفنون.
ولكن أقف اليوم بكل إجلال واحترام إلى إجراءات وزارة التربية والتعليم، حيث أعادت النظر في تشكيل سنوات الدراسة، والساعات التعليمية لكل من الرياضيات والعلوم واللغة العربية والأجنبية، والأهم من ذلك إبداعها بإضافة حصص التربية الاجتماعية والأخلاقية والمواد الفنية، ليكون الطالب شاملاً في دراسته، ودقيقاً في تخصصه متدرباً كاملاً للشروع في الحياة العملية منخرطاً في حاجة المجتمع إلى كل كفاءة على اختلاف تنوعها واختصاصها.
ثالثاً: الطالب، وهو محور العملية التعليمية بأكملها، فكيف نبني جيلاً قوياً قادراً على التطوير والأداء المتميز، وهنا لابد من تناغم لحن سيمفونية تتجانس لتكتمل الصورة، والمطلوب التعاون والتنسيق بين ثلاثة أطراف، البيت – المدرسة – المجتمع.
والمجتمع أقصد به الإعلام بكل صوره وخاصة الإعلام الإلكتروني الذي غزا العالم اليوم واستولى على أوقات الطلاب عموماً.
فالدراسة الإلكترونية والبحث الإلكتروني والخبر الإلكتروني والقصة والرواية والعلم والتطبيقات وسواها.
هذا التواصل الإلكتروني، بات يلعب دوراً في مسيرة التعليم لذلك لا بد من التركيز على الإفادة منه في الجانب الإيجابي بالتوجيه السليم.
abudhabi@email.com