غير مصنفة

محادثات السلام السورية

فيصل عابدون

تنطلق اليوم في مدينة جنيف السويسرية الجولة الثامنة من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين وفدي النظام والمعارضة في سوريا وسط توقعات عريضة بتحقيق توافق يمهد لإنهاء الحرب ويفتح الطريق أمام تطبيع الحياة السياسية عبر مرحلة انتقالية تقودها شخصيات محايدة تقود إلى إجراء انتخابات عامة ورئاسية.
وتدخل المعارضة السورية الجولة الجديدة من المحادثات بوفد يمثل طيفاً واسعاً من التيارات والقوى والحركات السياسية والعسكرية ويتكون من 50 عضواً، ووسط واقع على الأرض يظهر تراجع مكاسبها الميدانية. بينما يدخل وفد النظام المفاوضات بعد إعلانه مع حلفائه تحقيق النصر في الحرب ضد تنظيم «داعش» التي يعتبرها المعركة الأهم.
ودعا المبعوث الدولي دي مستورا الجانبين للتحلي بالواقعية وروح المسؤولية تجاه الشعب السوري والمشاركة في المفاوضات من دون شروط مسبقة. وحذر من أوهام تحقيق النصر أو أحلام الالتفاف على العملية السياسية. فيما أكد على أنه لا يوجد بديل عن عملية مدعومة دولياً تقوم على نهج شامل وجامع يساعد السوريين على إعادة اكتشاف الحد الأدنى من الثقة والتناغم الاجتماعي بعد صراع مرير.
وفي واقع الأمر، فإنه وعلى عكس الجولات الماراثونية الطويلة من محادثات جنيف السابقة والتي خرجت بنتائج مخيبة للآمال، فإن التوقعات تشير إلى اختراقات كبيرة يمكن أن تحققها الجولة الجديدة. وهي توقعات لها ما يبررها بالنظر إلى ما تفرضه التحولات الجارية على مواقف الأطراف. وفي مقدمة هذه التحولات غياب تنظيم «داعش» عن ساحة الصراع، والتوازنات الجديدة التي أفرزتها المعارك الأخيرة، بالإضافة إلى تعاظم المخاوف على كافة الجبهات من خطر الانزلاق نحو التفكك وانهيار الرابطة الوطنية والتقسيم وهي مخاطر ماثلة وقد ظهرت بوادرها للعيان. لكنها من جانب آخر تحفز الأطراف على تفادي الأسوأ عبر تخفيض المطالب وتقديم التنازلات الضرورية للخروج من النفق المسدود وإنجاح المسار السياسي.
وحدد نائب المبعوث الدولي أجندة الجولة الثامنة من جنيف بأنها تركز على مناقشة الدستور الجديد والانتخابات. وقبل ذلك ألقى رئيس وفد المعارضة نصر الحريري تلميحات بأن اشتراط رحيل بشار الأسد لن يكون مطروحاً على طاولة التفاوض. وهي خطوة قد يقابلها النظام بالموافقة على اقتراح المرحلة الانتقالية بينما تشير تقارير إلى أن روسيا تعد العدة لإسناد دور مهم لفاروق الشرع النائب السابق للأسد لقيادة المرحلة الانتقالية التي تمهد لإجراء الانتخابات في موعد تتفق عليه الأطراف.
وتقول التقارير إن الشرع يحظى بثقة العديد من قادة المعارضة السورية كونه حافظ على موقع الحياد في الأزمة المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات وهو يحظى باحترام غالبية التيارات السياسية وموثوق أيضاً لدى قادة الدول ذات الصلة بإنهاء النزاع في سوريا.

Shiraz982003@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى