مراعاة ظروف الطقس

ابن الديرة
الحادث المروري الكبير الذي وقع صباح أمس الأول على شارع الشيخ محمد بن راشد، وأدى إلى إصابة 22 شخصاً في تصادم 44 مركبة، بسبب عدم مراعاة ظروف الطقس غير المواتية، وانتشار الضباب بكثافة، حدّ من مستوى الرؤية الأفقي إلى أدنى المستويات، وفي بعض الأحيان تنعدم نهائياً، ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فمنذ سنوات كانت تقع حوادث أكبر، وستستمر طالما أن الإنسان يستهتر بحياته والآخرين، ولا يقيم وزناً لقوانين وأحكام المرور.
عندما ينتشر الضباب فإن التصرف السليم يكون بعدم الخروج بالمركبة إلى عرض الطريق حتى ولو كان قائدها متوجهاً إلى عمله، فمثل هذه المنغصات المتعلقة بالطقس تجد تفهماً لدى معظم جهات العمل ولا تمانع حينها في تأخير دوام الذين يتعرضون للضباب، وفق نظام الدوام المرن المطبق في معظم الجهات الحكومية .
وإذا تفاجأ قائد المركبة بالضباب فعليه التوقف بها على جانب الطريق، وحتى الخروج منها إلى أماكن أكثر أمناً، والانتظار حتى ينقشع وتتضح الرؤية فيواصل طريقه.
أما التصادم المتتابع الذي يحدث في ظروف انتشار الضباب بكثافة، فإنه يدين أصحاب المركبات بالسرعة النسبية، وعدم ترك مسافة أمان كافية مع المركبة التي تسبقه، والتجاوز الممنوع في مثل هذه الأحوال، والتوقف في أماكن خطرة، غير آمنة.
إدارات المرور في قيادات الشرطة حذرت أكثر من مرة، وطالبت السائقين بتوخي الحذر عند القيادة أثناء الضباب، حفاظاً على حياتهم وغيرهم، وأكدت ضرورة التوقف الكامل بالمركبة في مكان آمن، كما أنها تنشط في فترات انتشار الضباب ليلاً وصباحاً، لمنع الحافلات المدرسية والشاحنات والمركبات عموماً من الحركة، إلا في حالة كان مستوى الرؤية الأفقية يسمح بقيادة المركبة أو الحافلة، ورغم كل هذه الجهود تقع حوادث بسبب عدم نضوج وعي الكثيرين من قائدي المركبات.
لا توجد مصلحة تفرض على قائد المركبة السير بها في طريق الموت الضبابي، فالمدرسة تنتظر، والعمل كذلك، والمحل والشركة وكل ما يستهدفه السائقون قابل للتأجيل لبضع الوقت حتى ينجلي الضباب وتتضح الرؤية، وبالتالي، فإن أي سلوك غير مسؤول بالعناد والإصرار على القيادة وسط الضباب الكثيف، مدان لأنه يحمل في طياته فرضية وقوع حوادث مرورية مميتة، أو إصاباتها كبيرة، وخسائرها عالية، وكلها أمور الجميع في غنى عنها، وببعض الصبر يمكن الحفاظ على حياة السائق ومرافقيه وركاب المركبات الأخرى.
القيادة في الظروف غير المواتية عند انتشار الضباب بكثافة وتدني مستوى الرؤية، جريمة بحق النفس والغير، والحكمة أن يلتزم الجميع بالتعليمات المرورية التي تصب في مصلحة الجمهور أولاً وأخيراً، فالتحذير من السباحة في الأماكن الخطرة، وطلب عدم الخروج إلى عرض البحر في الظروف والأحوال الجوية غير المواتية كاشتداد الرياح وعلو موج البحر، وضوابط التحرك بالمركبة وقت انتشار الضباب، كلها تهدف إلى المحافظة على أرواح الناس ومصالحهم، ويجب الالتزام التام بها.
ebnaldeera@gmail.com