مستقبل البشرية يعتمد عليهما

شيماء المرزوقي
أعتقد أن أكثر الأمور حساسية للإنسان، بل أكثرها أهمية ويحتاج إليها وتعتمد حياته برمتها عليها، لم يولها العناية ولا الاهتمام الكافي، ويمكننا أن نتوقف عند الموارد المائية على كوكبنا الأزرق، وأيضاً نسأل عن جودة الهواء الذي نتنفسه؟ وفي كلتا الحالتين ستقف على معلومات في غاية الخطورة توضح لك تدنياً وتناقصاً كمياً وفي الجودة في مجال المياه أو مجال الهواء، وهذا دون شك ينم عن مستقبل مظلم. العلماء حتى يومنا هذا عجزوا، إذا صح التعبير، عن إيجاد تقنيات عملية وغير مكلفة تقوم بتحلية مياه البحر، وفي اللحظة نفسها قد تصابون بالذهول عندما تعرفون نسبة المياه المالحة في الأرض مقارنة بالمياه العذبة.
وعندما نعلم حجم النسبة الكبير جداً بين المياه المالحة والعذبة سندرك ونعرف أسباب عدة مشاكل تلوح في الأفق بين الدول ومختلف المجتمعات على الموارد المائية العذبة. يقدر العلماء أن المياه المالحة على الأرض تصل لنسبة 97.5٪ بينما المياه العذبة لا تتجاوز نسبة 2.5٪. وهنا مربط الفرس كما يقال، فكيف يعقل أن العلماء في مجال البحوث والدراسات المتعلقة بالمياه، بل الحكومات على مختلف مشاربها وتوجهاتها لم تخصص أقساماً وإدارات علمية وظيفتها البحث والعمل على إيجاد حلول وطرق تمكن الإنسان من تحلية مياه البحر بسهولة ودون تكلفة.
أنا على يقين تام أنه لو قدر وبات مثل هذا التوجه هاجساً لدى أي دولة من دول العالم، فإنها ستلقى نجاحاً غير مسبوق، بل إنها ستحدث اختراقاً وذلك من خلال إيجاد التقنية اللازمة التي تسهل عملية تحلية مياه البحر المكلفة، أما إذا انتقلنا نحو الهواء وتلوثه، فالأكسجين الملوث يسبب الأمراض المختلفة وهي بالمناسبة أمراض ليست سهلة العلاج بل قد تؤدي للوفاة.
والتلوث مشكلة عالمية لا تتعلق بدولة دون سواها، ورغم شمولية وعمومية المشكلة في مختلف أرجاء العالم بقيت دون حلول ناجحة وقوية وملزمة لكافة الدول، وهو ما يعني زيادة تلوث الأجواء وبالتالي حصولنا على هواء غير نقي بل هواء محمل بالأمراض. ليتنا نصب الاهتمام والعناية على هذين الجانبين: الماء والهواء، لأن حياتنا ومواردنا، بل ومستقبل البشرية يعتمد عليهما.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com