مصر والحل الوحيد
عبد اللطيف الزبيدي
قال القلم: هل يزعجك أن نتحاور بصراحة؟ قلت: ويحك، لماذا تتهم العقل العربيّ بأنه ليس أهلاً للمصارحة؟ لكن، ثمة مشكلة يصعب حلها حتى على نوابغ العلوم العصبية، وهي أن الصمم انتقل من الآذان إلى الأدمغة. قال: هل كانت فاجعة مسجد «الروضة» في العريش بمصر متوقعة؟ هل كان ما قبلها وما يمكن أن يحدث بعدها، لا قدّر الله، في الحسبان؟ هذا هو المبحث والمسألة.
قلت: لم تزد على إعادتنا إلى المربّع الأول، لقد ظللنا، منذ سنين، نصرخ: يا عالم، يا عقلاء العرب الآيلين إلى الانقراض، هل تعرفون حقّاً ما هو الإرهاب؟ من يقف وراء تصنيع فيروسه الذي سيبيد الشعوب والأوطان؟ لماذا تخشون الكشف عن المحجوب؟ من الذي يجب أن يكون طليق اللسان، إذا كانت أفواه الأبواب العالية فيها ماء؟ قال: هذه طرفة مضحكة مبكية، لأن الذين صنعوا الإرهاب، يظهر من بينهم بين الحين والحين، وجهاء يعترفون بصنيعتهم، في مقالات وحوارات وكتب.
أليس عجيباً أن تصاب الغاصبة بالرعب من جراء القضاء على «داعش» وأخواتها؟ هم يضفون عليها شرعية دولية عندما يسألون بقلق وجوديّ عن «كارثة» خلاص الأرض العربية من وبائها.يبكون بمدامع دامية: «ودّع دُوَيْعِش فالإرهاب مرتحلُ.. وما البديل إذا خُدّامنا قُتلوا؟ ». الأعجوبة الأغرب، هي أننا لم نكن نعلم أن العالم العربيّ قادر على إنتاج الأسلحة المتطورة التي دمّرت بلداناً عربية، ولا على صنع ملايين الأطنان من المتفجرات، فمن أين تدفقت السيول الجهنمية؟ هذا كله من «بركات الثورات» العربية؟ أم أن «الثوريين» العرب أعلنوا الولاء لليهودي بن جوريون، فأقسموا ليحققنّ حلمه بالقضاء على جيوش العراق وسوريا ومصر؟
قلت: لنكن واضحين، لقد بلغ السيل الزّبى، وجاوز الرّبى.بعيداً من الدّعابة، خذني على قدر عقلي، لو فكّر الخبراء في مليون حل، واستطاعوا البرهنة على نجاعتها وجدواها بمليون دليل، فسوف ينتهون إلى حل وحيد لم يرد العرب العمل به منذ بداية «الزحليقة» الخرابية، وهو الانتقال من مكافحة الإرهاب، إلى مواجهة صانعيه وحُماته بالحقيقة والحجة الدامغة: يا فلان، يا فلتان ويا علان، أنتم الذين خططتم وجنّدتم المرتزقة المنفّذين، فأنتم المسؤولون عن كل ما جرى ويجري وسيجري.كل واحد يُقتل من الشعوب العربية، يعني قتل العالم العربيّ بأسره.أمّا أن تظل الدول العربية منشغلة عن التنمية والارتقاء بإنسانها وحاضرها ومستقبلها، بأحبولة مكافحة الإرهاب، بينما حشود المأجورين في ازدياد، وتسليحها في تفاقم، فليس بحل إطلاقاً.
لزوم ما يلزم: النتيجة الحتمية: هذا ليس رهاناً على أن مصر لن تجد حلاً أفضل، بل هو يقين قطعاً.
abuzzabaed@gmail.com