مطر مطر مطر
ابن الديرة
هطلت أمطار الخير على الإمارات، واستبشر بها مجتمعنا من مواطن ومقيم، ومن حقه أن يستبشر، فربما جاءت بعد طول انتظار، وربما هي البشارة لما يأتي بعدها من مواسم الخير والمطر. فرح بالأمطار، بين متوسطة وغزيرة، يوم أمس، الصغار والكبار، وكشفت رغم بعض الأضرار، حجم الاستعداد لدى الأجهزة المعنية، وتعاطيها بمسؤولية كبيرة في مختلف الإمارات، ومحاولتها معالجة كل الأضرار التي لحقت تحديداً بالفجيرة وكلباء، التي شهدت تساقط كميات غير مسبوقة من الأمطار، ورغم كل ذلك كانت إدارة الطوارئ والأزمات والأجهزة الشرطية والبلديات والدفاع المدني، بالمرصاد لمعالجة كل خلل، وإنقاذ الأرواح قبل كل شي.
هيئة الهلال الأحمر قامت أيضاً بالدور المنوط فيها، وسارعت بتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، إلى إيواء 178 شخصاً من المتأثرين بالأمطار في العين والفجيرة، وإجلاء 140 من المتضررين في مدينة العين، و48 شخصاً في منطقة كلباء، ووفرت لهم الإقامة في عدد من الفنادق، كما تكفلت أيضاً بتوفير وجبات غذائية لنحو 600 شخص من المتأثرين في الفجيرة، فيما وفرت لهم الجهات المختصة السكن.
وعملت الهيئة بالتنسيق مع شركائها في الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، والدفاع المدني والشرطة، وغيرها من الجهات ذات الاختصاص، على توفير أفضل سبل الراحة والرعاية للمتأثرين لحين عودتهم إلى منازلهم، ووفرت فرقاً للدعم النفسي، تضطلع بمهام التواصل مع المتضررين وتلبية احتياجاتهم، وتوفيرها على وجه السرعة.
وفي موازاة ذلك، كشفت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أنه لا توجد أي إصابات أو مفقودين جراء الأمطار والسيول، التي شهدتها بعض مناطق الدولة.
تجمعات المياه في بعض المناطق والأضرار التي ألحقتها، ستكون بلا شك محط أنظار وزارة تطوير البنية التحتية، التي سارعت عبر بيان أصدرته أمس، إلى إعلانها إعداد خطة عمل واضحة وشاملة، استعداداً لموسم الأمطار، وإنجاز دراسة متخصصة تستهدف الوقوف على أسباب الانجرافات وتجمعات المياه، وتقديم العون للشركاء من الجهات المحلية، وفتح الطرقات أمام حركة السير لضمان انسيابها، بعدما تبين أن بعض المنازل والأبنية بما فيها مراكز تجارية معروفة غير مؤهلة لأي طارئ، الأمر الذي لا بد معه من المراجعة، في ظل المصارحة نحو المعالجة ووضع الحلول.
كل هذا يساعدنا على أن تسير حياتنا في شكلها الطبيعي، عبر فصول العام ومواسم الخير، فلا أثر من تعب حر الصيف، ولا ضرر لمطر الشتاء.
ونريد أن نستقبل المطر بفرح خالص من دون مشاكل، مستذكرين جانب التفاؤل والإقبال على الحياة في قصيدة السياب، دون غيره من الجوانب، ونريد بعد الآن أن نغني مع السياب نداءه الخالد: مطر مطر مطر.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae