مقالات عامة

معاناة الصيادين

سلام أبوشهاب

أهم ما يحتاج إليه صيادو الأسماك في الدولة وقف هيمنة التجار الآسيويين على أسواق الأسماك ووقف استغلال الصيادين من قبل هؤلاء التجار، والحد من الارتفاع المتزايد لرحلات الصيد ما يترتب عليه انخفاض هامش ربح الصياد لدرجة أن نسبة كبيرة من الصيادين بالكاد يغطي تكاليف نفقات ومتطلبات رحلات الصيد.
معاناة الصيادين المستمرة دفعت نسبة منهم إلى ترك المهنة، إلى أن وصلت نسبة الصيادين المواطنين إلى 30% من إجمالي الصيادين في الدولة والذي يقترب من 25 ألف صياد، رافق ذلك انخفاض عدد قوارب الصيد المفعلة والتي تقوم بالفعل برحلات صيد منتظمة، هذا كله يؤكد حجم مشكلة الصيادين وأهمية التدخل لإيجاد حلول جذرية تساهم في الحد من معاناتهم.
حرص المسؤولين المعنيين على تفقد احتياجات ومتطلبات الصيادين من خلال الجولات الميدانية في عدد من الموانئ والالتقاء مع بعض الصيادين ومع مسؤولي جمعيات الصيادين أمر جيد، ولكن التحديات والمشاكل التي يعانيها الصيادون معروفة وتحتاج لحلول جذرية وسريعة.
ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها للحد من هيمنة التجار الآسيويين على عمليات شراء الأسماك من الصيادين بأسعار بخسة وإعادة بيعها في الأسواق بأسعار مضاعفة لتذهب الأرباح الحقيقية إلى التجار، والصياد الذي يبذل جهوداً كبيرة ولعدة أيام في عرض البحر لا يجني إلا الفتات؟
هل يعقل أن يتم شراء الكيلو الواحد من الأسماك بنحو 7 إلى 10 دراهم من الصياد وبيعه بأكثر من 25 درهماً للمستهلكين؟ هذا المشهد يتكرر يومياً، وتحديداً خلال ساعات الصباح الباكر في مزادات شراء الأسماك من الصيادين والتي يسيطر عليها التجار الآسيويون، وبالتالي من الأولى أن توجه الجولات الميدانية من قبل بعض المسؤولين إلى مزادات بيع الأسماك فجراً لتلمس معاناة الصيادين عن قرب، ورصد تجاوزات التجار الذين يحصدون ثمار جهد الصيادين.
180 ألف طن من الأسماك تستورد سنوياً من خارج الدولة، وهذا يؤكد أن قطاع صيد الأسماك قطاع حيوي وكبير جداً يحتاج إلى جهود كبيرة وسريعة لمعالجة الخلل الكبير فيه حتى يكون قطاعاً جاذباً للمواطنين سواء في مجال صيد الأسماك أو تجارتها، حتى لا يظل التاجر الآسيوي هو من يتحكم في أسواق الأسماك في الدولة.

Salam111333@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى