منتدى الإعلام
تركي السهلي
المنتدى السعودي للإعلام الذي يُختتم اليوم، سقط في ذات الدائرة التي سقط فيها من سبقه. المجموعة الضيّقة من الأصدقاء والمعارف وتقاطعات المصالح. ومع كُل التطوّر الهائل في الصناعة للمحتوى وتحدّيات الأوضاع الجيوسياسية والنمو السكّاني تم فتح باب كبير في المنتدى لما يسمّى مديرو المؤثرين أو شركات الحملات الدعائية، وتمت مناقشتهم لقضايا لا علاقة لها بالواقع وتفاعلات المرحلة.
إنّ أخطر ما تمّ تسويقه في المنتدى هو تفريغ الإعلام من مضمونه وقصره على الوجوه المألوفة الحاضرة في كُلّ مرّة بين دبي، وعمّان، والمنامة، والكويت. وفي حالتنا الإعلامية الرياضية خُصّصت جلسة تتحدث عن الرياضة على أنّها “قوّة ناعمة” ولم يظهر فيها رموزنا الإعلامية وإن كان حديث الدكتور رجاء الله السلمي عبرها خفّف الوطأة.
لقد أعطى المنتدى الوقت القصير للرياضة وإعلامها وإعلامييها على الرغم من تسيّدها للمشهد وقيادتها للرأي العام وتأثيرها الأكبر في الجمهور واستحواذها الأعلى على نسب المشاهدة والمتابعة والتأثير.
لقد أخفق محمد الحارثي الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون وفريق عمله في تحديد المفاهيم وتقديم الأسماء في المنتدى السعودي للإعلام كما أنّه لم يقدّم الجديد المختلف عن منتديات المنطقة صاحبة التاريخ الطويل وهذا مبعث ألم كون العجز حالة إقرار في وضع محلّي ضخم على الأصعدة كافّة.
إنّ التوقّف الذي طال المنتدى بعد دورته الأولى بفعل تداعيات “كورونا” وتغييرات الإقليم كان بمثابة فرصة سانحة للمراجعة والانطلاق من جديد بعد فشل النسخة الأولى، لكنّ الحارثي وفريق وزارة الإعلام وقعا في العناوين الفضفاضة والسحنات المكررة واللغة القديمة.
إنّنا كسعوديين نعلم مدى قوّتنا في أكثر من اتجاه، ونؤمن بقدراتنا في أكبر التحديات، ونمتلك الطاقات الضخمة القادرة على التعبير عن المحيط العربي بأكمله لا الحدود القريبة فقط، ولدينا من التجارب العريقة ما يجعلنا نتحدث ونصل ونؤثر.
لقد وقع الإعلام السعودي زمنًا طويلًا في مجال غيره من الجنسيات العربية، لكنّه اليوم، وبما يمتلك من جيل صاعد، أكبر من كل مجال، وأطول من كل خطوط.
إن الدائرة المختبئ داخلها مجموعة لن تُصبح فضاء، كما أن الركض خلف طروحات بحجّة تطابق الأيديولوجيا لم تعد مناسبة للنهج السعودي في زمن ارتفاع الوطنيّة.
إن أجمل ما حمله المنتدى هو كلام الأمير عبد العزيز بن سلمان عن تضخّم “الأنا” وغرور “الوزراء” وأنّ الجميع يجب أن يعتبر لقدر “الدولة”.
*نقلا عن الرياضية السعودية