غير مصنفة

مهاجمة المدن.. استراتيجية «طالبان» الجديدة

سامي يوسفزاي*

في أسبوع واحد، في الآونة الأخيرة، تعرّض فندق شهير في كابول، ومكاتب منظمة «أنقذوا الأطفال» في جلال آباد لإطلاق النار. وراح ضحية ذلك عشرات الأشخاص، بينهم أمريكيون.
الفظائع تتواصل: هجومان جديدان على الأجانب في أفغانستان- واحد يوم الأحد، 21-1، استهدف فندق انتركونتيننتال الشهير على قمة تلة في كابول، وواحد يوم الأربعاء، 24-1، ضدّ مكاتب منظمة «أنقذوا الأطفال» الخيرية في جلال آباد- المقصود منهما إظهار أن الحكومة هنا لا تستطيع حماية شعبها أو أولئك الذين يأتون لمساعدته.
ومن الواضح أن ذلك هو الدرس الذي يستخلصه كثير من الناس في كابول من الهجومين، في جوّ من الخوف لا يغذيه العنف المحسوب من قِبل طالبان وتنظيم «داعش» فقط، بل الخطف أيضاً والجرائم الأخرى ذات الصلة بأمراء الحرب، ونظامِ حكمٍ عميقِ الفساد.
سقط ما لا يقلّ عن 22 ضحية في الهجوم على الفندق، بما في ذلك 14 أجنبياً. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن كثيرين كانوا أمريكيين، ولكنها لم تقدم تفاصيل أخرى. وفي الهجوم على منظمة «أنقذوا الأطفال»، حيث قتِل خمسة أشخاص على الأقل، وجُرح 27 أثناء حصار دام 10 ساعات.
والزائر إلى كابول، يدبّر أمور مسكنه. وعندما آتي إليها لكتابة التقارير الصحفية، على سبيل المثال، فإنني أعلم أنه في كل كابول لا يوجد إلّا فندقان مؤمَّن لي الإقامة فيهما، ومن المصادفات أن انتركونتيننتال ليس واحداً منهما.
والفندق الذي ربما كان رمزاً للحداثة والتقدم عندما افتُتح عام 1969- قبل السوفييت، وقبل المجاهدين، وقبل طالبان وقبل الأمريكيين- يبرز الآن بشكل رئيسي هدفاً للهجوم. ولكنْ حتى مع ذلك، بشرفاته المطلة على مشاهد المدينة برمتها، لا يزال يجتذب الكثير من الأفغان والأجانب الذين يعتقدون أنه يستحق المجازفة.
في مثل هذه البيئة، وجدتْ طالبان سهلاً عليها نسبياً، أن تطوّر استراتيجيتها إزاء العاصمة والمدن الأخرى. فهي ليست في حاجة إلى إخضاعها. وباستهدافها للأجانب، تبيِّن الخطر الذي يواجه عامة الناس، الذين تتوفر لهم حماية أقل بكثير، حتى وهُم يحثون الغرباء، لأنهم يُعتبَرون كذلك، على أن يحزموا أمتعتهم ويعودوا إلى ديارهم.
والهجمات توسّع الهوّة بين مَن هم في أمسِّ الحاجة، ومَن يمكن أن يقدموا لهم العون. وهي تنشر الرعب، والخيبة والغضب- والأسئلة. لماذا لا تستطيع الحكومة توفير الأمن؟ لماذا لا يستطيع الأمريكيون كسب أطول حروبهم؟
يشير «جمشيد علي»، وهو طالب عمره 23 عاماً، إلى أنه كانت هنالك حالة إنذار. وقال، «إن المدينة كانت مغلقة». وتم نقل التحذيرات والرسائل إلى جميع الإدارات المعنية. ولكن لماذا لم تُوفَّر لفندق انتركونتيننتال حماية أفضل؟
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد صرّح في الشهر الماضي لبرنامج 60 دقيقة، في محطة «سي بي إس»، بأن هنالك العشرات من الانتحاريين، وأنه توجد مصانع للقنابل هنا.
وقد سأل مراسل موقع «ذي ديلي بيسْت» مصادر طالبان، عن سبب تصعيد الهجمات في المدن. فقالت، إن الضربات الجوية الأمريكية اضطرت الكثير من أفراد طالبان إلى الهدوء والهجوع في الريف في هلمَند، جنوبيَّ أفغانستان. وأضافت قائلة، «ونتيجة لذلك، فإننا نهاجم أكثر فأكثر في كابول».

*مراسل موقع «ديلي بيسْت» الإخباري على الإنترنت.
موقع: «ذي ديلي بيسْت»


Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى