مقالات عامة

مهرجان طيران الإمارات للآداب

يوسف أبو لوز

من دورة إلى أخرى، وعلى مدى عشر نسخ عزز مهرجان طيران الإمارات للآداب ثقافة الحوار والانفتاح والتشاركية الأدبية والفكرية بين الشرق والغرب، وذلك في إطار فعاليات حيوية عنوانها العام تلاقي الحضارات والثقافات وتفاعلها الحر نحو كل ما هو إيجابي وتعايشي نعاينه في روح المهرجان الذي يتوجه في مجمله إلى فئة الشباب، ويكشف عن الطاقة الإيجابية المبدعة في هذه الفئة المجتمعية الخلاقة.
ومن اللافت في هذه الدورة وسابقاتها ورشة العمل المخصصة لكتابة القصة والمحددة في أعمار تتراوح بين الطفولة والفتوة والشباب «.. من عمر ١١ عاماً وأقل إلى ٢٥ عاماً» حيث زمن القابلية الأولى للكتابة، والتدرب عليها، ليتعلق الطفل أو الفتى أو الشاب مبكراً بالأدب -قراءة وكتابة- فضلاً عن السعي إلى اكتشاف الموهبة الأدبية عند هذه الفئة «الطرية».. الفطرية وتغذية الموهبة بالقراءة ثم القراءة.. التي هي مبتدأ وخبر أية كتابة.
هذه قيمة كبيرة في المهرجان أن نبحث عن بذرة الأدب الأولى عند طفل أو فتى أو شاب من الجنسين ونسقي هذه البذرة بالرعاية والمتابعة والتشجيع.
مهرجان طيران الإمارات للآداب في جانب حيوي منه يولي اهتماماً ملحوظاً بثقافة الطفل. وهو اهتمام مكرس في تظاهرات ثقافية إماراتية عدة: معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب إلى جانب المؤسسات الثقافية والنشرية العديدة في الدولة، والتي باتت معها ثقافة الطفل بمثابة نهج فكري ومعرفي وأدبي يتجدد ويتطور بأدوات علمية معاصرة.
أكثر من نشاط نوعي مهني في المهرجان، ومنذ دورته الأولى، وبإدارة عصرية علمية شابة.. من الحواريات والنقاشات الميدانية المفتوحة على الفكر والإصغاء للآخر، إلى فعالية الترجمة، وهي جسر حوار وتفاعل حضاري ثقافي عملت عليه، أيضاً، المؤسسات الثقافية الإماراتية منذ سنوات، إلى الاهتمام الكبير بفن الرواية، واستضافة كتاب عرب وأجانب يتفاعلون، ميدانياً، مع قرائهم.
من الجميل، حقاً، أن يصغي الكاتب، إن كان روائياً أو شاعراً إلى قارئه، ومن الجميل أيضاً أن يصغي القارئ إلى كاتبه في تبادلية أدبية ثقافية من محصلاتها تعميق وعي القارئ، وهذا هو المهم، أضف إلى ذلك الانجذاب النفسي نحو فعل وثقافة القراءة، ولعل الإعجاب بالكاتب، والالتقاء به، كشخص عادي في الحياة بعيداً عن هالة الشهرة والنجومية.. نقول لعل كل ذلك يؤدي إلى المزيد من الشغف بالقراءة، وهي نشاط حضاري مدني، وهدف أساسي من أهداف وطموح مهرجان طيران الإمارات للآداب.
لا نغفل، بالطبع، المعطى الترفيهي، السياحي، والجمالي في المهرجان، فمن مفردات النجاح في أي تظاهرات من هذا النوع أن تجذب وتستقطب وتجعل من الآداب والثقافة والفنون سلوكاً ومعنى وحياة نظيفة إيجابية ،جوهرها السلام، والتسامح والتعايش.
مهرجان طيران الإمارات للآداب إلى جانب منظومة العمل الثقافي العام في الدولة رسالة إلى العالم مضمونها إنساني، عالمي.. رسالة بخط إماراتي وجملة إماراتية المبتدأ فيها الجمال، والخبر فيها المحبة.

yabolouz@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى