غير مصنفة

نفخر بشهدائنا البواسل

ابن الديرة

يتمتع ابن دولة الإمارات العربية المتحدة بما يفتقر إليه الكثيرون حول العالم ويحلمون به، ويتمنونه، بدءاً من إجبارية التعليم المجاني، وإتاحة مجالات التعليم العالي المتنوعة بلا حدود، وتوفير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية الراقية ولكل الأمراض، والحصول على المسكن العصري المناسب لطموحاته وعاداته وتقاليد مجتمعه، ومنحة الزواج للشباب والأعراس الجماعية للراغبين، ومعظم الخدمات الحكومية ورخص تجارية وتصاريح بناء ومعاملات حكومية برسوم رمزية، وشبه مجانية في معظم الأحوال.
فالدولة ببساطة تعتبر أن بناء الإنسان المؤهل والمتميز، هو الثروة الحقيقية للبلاد، ورأسمالها الذي لا ينضب ولا ترتفع أسعاره أو تنخفض كأسهم البورصة، وهذا نهج رئيسي عبر مراحل بناء الدولة منذ قيامها إلى الآن، وسيستمر ما دامت البلاد تحظى بمثل هذه القيادة التاريخية الفريدة، والتي يندر أن يكون لها مثيل على مر التاريخ؛ لأنها خلقت على حب هذا الوطن والتضحية من أجله، والإيمان المطلق بطاقات وإمكانات شعبه، وتسخير ثرواته لصالح مشروعات تنميته وتطويره، ومسابقة العصر بإنجازاته.
ومنذ أن تم إعلان قيام الدولة عام 1971 وإلى يومنا الحاضر وغدنا الآتي، تخوض الإمارات معارك الشرف والحق والواجب ضمن الأسرة الدولية، في أماكن الحروب والتوترات، ولعل آخر مواقفها النبيلة كان وقوفها إلى جانب الشعب المغلوب على أمره في اليمن، لصالح أبناء الشعب اليمني الشقيق الذين تعرضوا للعدوان، ودفاعاً عن أمن واستقرار المنطقة، في إطار القوات العربية التي تقودها المملكة العربية السعودية.
وكان من الطبيعي أن تفقد البلاد في هذه المواقف المشرفة، شهداء من خيرة أبنائها، ضحوا بحياتهم في سبيل وطنهم، ودعماً لمواقفه وسياساته، فكانت مواقف وتأكيدات القيادة السياسية والعسكرية للبلاد، التي تعبر عن الحرص على أبناء الشهداء وأسرهم وعائلاتهم، وتبرز أكثر المواقف إنسانية في تلك المواقف المؤثرة، باحتضان أطفال الشهداء بحب وعهد أمام الله والوطن أن يحظوا بالرعاية الكاملة مدى حياتهم، وكأن آباءهم موجودون وأكثر، والأمر نفسه بالنسبة لأسرهم وعائلاتهم.
إن ابتسامة طفل الشهيد خلال العزاء، تؤكد أنه فقد أباً على مذبح الشرف، لكنه كسب وطناً وشعباً بات بمنزلة الأب بالنسبة إليه، وقيادة حريصة على حاضره ومستقبله.
والشعب كله يفخر بأبنائه الشهداء البواسل، الذين ضحوا بحياتهم فداءً لوطنهم منذ ولادته وإلى الآن، فكان يوم الشهيد مناسبة سنوية للاحتفاء بأرواحهم الطاهرة، وتجديد الاعتراف بجميلهم، وبطولتهم، وحجم تضحيتهم.
إنه حق الشهداء على الوطن، تؤديه القيادة الحكيمة وكل أبناء الشعب، بكل الحب، لمن يستحقون كل الإعزاز والتقدير والوفاء لهم، باحتضان أبنائهم وتحمل مسؤوليتهم كاملة مدى حياتهم، وهو أمر ليس جديداً على الدولة وهي تسارع إلى تحمل مسؤوليات الجميع في كل أنحاء العالم وتسبق الجميع، فكيف إذا كان المستهدفون هم خيرة أبنائها، فهي سيد من يحفظ لهم حقوقهم كاملة في القلوب والعقول.

ebn-aldeera@alkhaleej.ae

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى