كرم جبر
قبل 25 يناير وصلت المُؤامرة ذروتها بحشد أعداد كبيرة من الإرهابيين فى سيناء، من كُل المُستنقعات القذرة فى العالم، ورفع رئيس الدولة الإخوانى شعار “الحفاظ على الخاطفين والمخطوفين”، فأضفى على الإرهاب شرعية رئاسية، أغضبت القوات المسلحة، ورفعت درجات اليقظة لأقصاها، فلا يُمكن لجيش وطنى أن يترك بلاده فى يد زمرة من الخونة والمتآمرين.
لماذا غير الإخوان الدستور بإتاحة التنازل عن بعض الأراضى المصرية بموافقة مجلس النواب الإخواني؟.. وتسربت أسرار تُشير إلى صفقات إخوانية للتفريط فى بعض الأراضى لصالح مشروعات إقليمية ودولية، فى مُقابل السماح للإخوان بإحياء مشروع الخلافة.
وتكالب الأشرار على لُقمة عيش المواطنين، فأصبحت الأزمات التموينية والمعيشية برنامجًا يوميًا، وقبل أن تنتهى أزمة الخُبز، تظهر أزمات فى كل اتجاه، الدواجن والأسماك واللحوم وألبان الأطفال والأدوية والبيض والفواكه والخضراوات والبوتاجاز والمحروقات، وكانت كرامة البلاد مُستباحة، وتعبث فى أراضيها قوى أجنبية شريرة، تُحاول أن تجعلها مُستنقعًا لأجهزة المُخابرات فى العالم.
أعيدوا الشرائط والتسجيلات لحالة ميادين التحرير ورابعة والنهضة ومُختلف المُحافظات، وكيف كانت مصر “فرجة” لدول العالم، وتتسلى شعوبها على ما يحدث فى أراضيها من فوضى وشغب، وكان أشد المُتفائلين يُحدد عشر سنوات على الأقل حتى يعود الهدوء إلى الشارع.
هكذا كانت أحوالنا، ومن يُراقب بحيدة وأمانة وشفافية، سيرى أن البلاد التى كانت تُصارع الانهيار تسلحت بكل أسباب القوة، وأصبح الاصطفاف خلف الدولة المصرية ضرورة حتمية فى هذا الوقت بالذات، لاستكمال مسيرة النهضة والتنمية والتقدم.
فى زمن عبد الحليم كانت الفتاة تُحب زميلها فى الجامعة، ويتزوجان بعد التخرج، لا يضحك عليها ولا يناورها ولا يأخُذها “لفَّة”، وكانا يؤسسان البيت واحدة واحدة، دون تسرع أو اندفاع.
كانت الأحلام بسيطة مثل بساطة الحياة، شقة بالإيجار ومواصلات آدمية رغم تهالكها، والرفاهية تليفزيون 14 بوصة أبيض وأسود، وثلاجة إيديال بالقسط 8 قدم وغسالة برميل تتلف الملابس، والوظائف مربوطة على الدرجة السابعة فى متاحف الموظفين.
من يخشاك يعمل حسابك ويخاف غضبك ويتقرب منك، ومن يستهين بك يسعى إلى انحناءة ظهرك، والمثل يقول “لا يستطيع أحد أن يركب ظهرك إلا إذا كنت مُنحنيًا”، وهذا ما قاله مارتن لوثر كينج، وهو زعيم أمريكى تم اغتياله سنة 1968 بسبب التمييز العنصري.
هروبك مما يُؤلمك سيُؤلمك أكثر، فتألم حتى تشفى.
“جلال الدين الرومى”
نقلا عن أخبار اليوم