هل تمارس «جوجل» العنصرية؟
جو نوسيرا*
يبدو أن فكرة ممارسة عملاق التكنولوجيا العالمي جوجل للتمييز ضد البيض ممن يعملون لديها، أمرٌ مثيرٌ للسخرية، ففي العام 2016، بلغت نسبة الذكور العاملين فيها 69%، فيما بلغت نسبة البيض 56%، كما استأثر المهندسون من ذوي البشرة البيضاء على 53% من الوظائف الهندسية في الشركة. وإضافة إلى ذلك، بلغت نسبة الذكور في الإدارة العليا للشركة 75%، فيما بلغت نسبة ذوي البشرة البيضاء 68%، في حين أن نسبة ذوي البشرة السمراء يبلغ 2% من إجمالي العاملين فيها، و4% من اللاتينيين، وهي الأرقام التي تعكس مدى عدم صحة ادعاءات الشركة بالتنوع الذي تحظى به من حيث العرقيات والجنس.
ورغم ذلك، فقد واجهت الشركة خلال الأشهر الماضية عدداً من الدعاوى القانونية التي تتهمها بالتمييز ضد ذوي البشرة البيضاء، ولكن الجزء الأغرب في هذا الأمر، هو احتمالية أن تخسر جوجل إحدى هذه الدعاوى القانونية المرفوعة ضدها. هذه المسألة بدأت تحديداً في أغسطس الماضي، حينما قام أحد موظفي الشركة بتسريب مذكرة من 10 صفحات إلى موقع «جزمودو» قال أن هنالك دلائل تشير إلى أن «جوجل» ربما تعامل النساء بطريقة غير لائقة، ليس لأن مديري التوظيف يتحاملون عليهن، بل بسبب أن النساء أنفسهن لا يمتلكن الرغبة الكافية في العمل ضمن نموذج الشركة. وبعد فترة من انتشار تلك المذكرة، تم طرد ذلك الموظف في خطوة لم تكن مفاجِئة أبداً، وقام بعدها المطرود برفع دعوى قانونية ضد الشركة يتهمها فيها بالتمييز ضد ذوي البشرة البيضاء ممن يمتلكون آراء متحفظة، ورغم أن الموظف استعان بمحام قوي جداً ومتخصص في مثل هذه القضايا، إلا أن أمله في كسب القضية كان ضعيفاً.
ولكن المذكرة التي كتبت وطرد بسببها الموظف، أظهرت لي وللمتابعين الكثير من الخفايا التي تختبئ بين جدران أكبر إمبراطوريات التكنولوجيا في العالم، حيث أشار عاملون ومراقبون إلى أن النساء بشكل عام يتقاضين رواتب أقل من الرجال في الشركة، إضافة إلى أنهن لا يحتللن مناصب عليا بالقدر الكافي، علاوة على أن النساء العاملات في جوجل بدأن في الشكوى من سلوك بعض المهندسين التقنيين. تلقيت قبل فترة كماً من الأخبار التي تشير إلى أن الكثير من المهندسين العاملين في جوجل، يقولون أن طرد الموظف صاحب المذكرة جاء بسبب أنه قال الحقيقة التي تحاول الشركة إخفاءها، وهي أن النساء يحاولن التجني على زملائهن من الرجال بحجة عدم المساواة والكثير من الأسباب الأخرى، ويبدو أن محاولة جوجل خلق بيئة تستند إلى عدم التمييز في العمل تواجه العديد من الصعوبات والمشاكل.
*بلومبيرج