هوس أمازون غير المبرر

ليونيد بيرشدسكي *
بعد أن افتتحت «أمازون» متجرها الذي أطلقت عليه اسم «7-إلفن» الذي يمتاز بعدم وجود كاشير، فإن هناك سؤالاً يطرح نفسه بشدة، لماذا تركز الشركة كل اهتمامها على حل غير مناسب لمشكلة غير موجودة أصلاً؟ خصوصاً أنها تهمل أحد منتجاتها الرئيسية «أمازون فرش»، التي يمكن أن يكون تأثيرها كبيراً جداً في قطاع التجزئة.
أما «أمازون جو» التي تم افتتاحها في وقت سابق في سياتل بعد نحو عام كامل من التشغيل التجريبي، فإنها تمثل واجهة حديثة للتكنولوجيا المتطورة، حيث استغرق الأمر أشهراً عدة لإيجاد طريقة فاعلة في كيفية متابعة العملاء والمتسوقين من خلال عشرات الكاميرات والمخارج المزودة بأجهزة استشعار حديثة تحمي من السرقات التي يمكن أن يتعرض لها المتجر، وهنا السؤال الأهم: ما الذي يمكنه أن يحدثه ذلك النمط الجديد في توجهات التسوق بالنسبة إلى لعملاء؟
في الولايات المتحدة مثلاً، تستغرق زيارة متجر عادي متوسط 3 دقائق ونصف الدقيقة، بما في ذلك المسافة التي يقطعها الفرد من سيارته حتى الوصول والعودة إلى السيارة، ويستغرق الفرد ما معدله 71 ثانية لاختيار الأصناف المرغوبة، و42 ثانية للانتظار في الصف، و21 ثانية لإتمام عملية الدفع، فيما تخفض فكرة متجر «أمازون جو» الوقت المستغرق بـ 63 ثانية، رغم أن عملية مسح رمز تعريف المنتج يستغرق نحو 10 ثوانٍ. وفي الحقيقة أنا لا أهتم بمسألة توفير نحو 50 ثانية، خصوصاً أنني سأكون مضطراً إلى التعرض إلى مراقبة شديدة بواسطة الكاميرات وأجهزة الاستشعار، وربما الأمر الوحيد الذي سيضاف إلى «أمازون» هو أنها ستحظى بمزيد من بيانات سلوكاتي خلال عملية التسوق في ذلك النوع من المتاجر، علاوة على بعض المشاكل الأخرى التي تتطلب وجود شخص ما، للتعامل مع جميع احتياجات المتسوقين.
ويقول البعض إن توفير نحو 50 ثانية يمثل طريقة مناسبة تساعد في رفع حجم المبيعات، بيد أنني اعتقد أن الشخص لن يتردد كثيراً في الانتظار في الصف من دقيقة إلى خمس دقائق لكي يدفع قيمة مشترياته ويأخذ أي سلعة أخرى خلال ذلك الانتظار، ما يعني أيضاً زيادة المبيعات بالنسبة للمتجر. ويبدو أن متجر «أمازون جو» يعتمد في تسويقه لعلامته على التكنولوجيا التي يستخدمها، بيد أن الحقيقة تتمثل في أنه لا يمكن الاستغناء تماماً عن التحكم البشري في الأمر، حيث إنه وبالنظر إلى أن تلك المتاجر تستخدم تقنية تعقب المنتج بمجرد رفعه من مكانه، فسوف يكون من الصعب على التكنولوجيا المستخدمة تفهم الأمر إذا ما قرر العميل تغيير رأيه، وإرجاع السلعة إلى مكانها.
* «بلومبيرج»