مقالات عامة

وظيفة بمليون درهم

مارلين سلوم

«محمد بن راشد يعلن عن وظيفة بمليون درهم وهذه شروطها».. قد يكون هذا أسرع إعلان وخبر في الانتشار بين مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وعلى صفحات الناس العاديين والمشاهير والشخصيات البارزة في آن. صحيح أن الرقم «مليون درهم» يلفت الانتباه ويجذب الناس، لكن «الوظيفة» بحد ذاتها تشكل عامل جذب أكبر، وتدعو الجميع للمشاركة بكل قوة، ولأسباب كثيرة.
للعام الثاني على التوالي، يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بحثه عن صنّاع الأمل في العالم العربي. تلك المبادرة التي لقيت رواجاً مع انطلاقتها الأولى في فبراير/ شباط العام الماضي، تلقى المزيد من الإقبال والتفاعل كلما اتضحت معالمها أكثر، وبعد تكريم الدفعة الأولى من «صنّاع الأمل» من أفراد ومؤسسات ومجموعات، ممن يستحقون فعلاً اللقب والتكريم لما يقدمونه من خدمات إنسانية ومساعدات «مجانية»، ويساهمون في زرع الأمل حيثما وجدوا.
تبدو الوظيفة سهلة، بينما هي مهمة بشروط خاصة، يعجز عن أدائها إلا بعض المتميزين. صناعة الأمل حرفة لا يجيدها إلا من ملك الفرح بين أنامله، وتسلل إلى كل مسام بدنه، فصار يحيكه كمن يغزل قمصان الصوف التي يتدفأ بها الإنسان. وقميص الأمل يدفئ القلوب الخائفة، التي ترتعش من برودة وقسوة بشر، أو ظروف صعبة، أو حروب وتهجير، أو جهل وفقر.. هذا المرء لا ينشر التفاؤل من حوله فقط، بل «يفبركه» ويبدو كمن يصنع المعجزات في أوقات وظروف شديدة القسوة والصعوبة. إنسان يتحدى المستحيل ليخلق الأمل في نفوس أشخاص عاكستهم ظروفهم، وعاكستهم الدنيا، فإذا به يصنع تياراً قوياً ليأخذ بأياديهم ويجرفهم معه إلى الضفة الأخرى من الحياة.
كل من يعرف صانع أمل فليبلّغ عنه ويدرج اسمه في قائمة المتقدمين لهذه الوظيفة، لأنه يستحق أن يكون مثالاً طيباً تسلط عليه الأضواء ويحتذى به في المجتمعات. صانع الأمل لا يملك الوقت ولا الرغبة في السعي خلف الأضواء والشهرة والتحدث عن نفسه وما يفعله ومن يساعد وكيف ومنذ متى.. يعمل من أجل العمل، وهو مشغول برسالته الإنسانية والاجتماعية، وبالوظيفة التي اختارها لنفسه بلا أي أجر مادي، ودون أن ينتظر ممن يساعدهم أي مقابل. لذا من الضروري أن يسعى الآخرون ممن يعرفونه جيداً، إلى الحديث عنه ودعمه ليكون أحد المشاركين في هذه المبادرة الطيبة، وربما أحد الفائزين ب «الوظيفة» والجائزة.

Email: marlynsalloum@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى