مقالات عامة

2500 حالة

مارلين سلوم

أهلاً بالذكاء الاصطناعي وبالروبوت الذي يعمل مساعداً للمعلم. متى نقولها؟ حين نجد من يسخّر التكنولوجيا في علاج مصابي التوحد، وفي إجراء عمليات دقيقة، والمساهمة في التقدم الطبي والعلمي.
كلنا نخاف من العقل البشري الذي قد يسيء استخدام الذكاء الاصطناعي، فيحوله من مساعد إلى مدمّر للإنسان. ونخشى من سيطرة العقول الإلكترونية وتحكم الروبوت في حياة الناس، فنعيش في عالم اصطناعي خال من أي مشاعر إنسانية، وتعاطف ومودة ورحمة بين مختلف الفئات في المجتمعات. حتى العلماء والخبراء أنفسهم يحذرون من سوء استخدام الذكاء الاصطناعي خصوصاً في الأمور الطبية والأمنية العسكرية.
حين تقدم وزارة تنمية المجتمع تطبيقات عبر الألواح الذكية مثل آي باد والهواتف النقالة، وروبوت يعمل مساعداً للمعلم، من أجل خدمة أصحاب الهمم والمساهمة بشكل مباشر ومتطور في علاج أبناء التوحد، نكون أمام نموذج إيجابي جداً لكيفية استغلال هذه التقنيات من أجل العلاج وتحسين أوضاع الإنسان والمجتمع في آن.
برامج تعليمية وألعاب إلكترونية «أكاديمية»، يقدمها الروبوت لهؤلاء الأطفال، وهو قادر على تمييز وجوههم والتعرف عليهم. وبالإضافة إلى عمله الترفيهي والتعليمي، يقوم الروبوت بمراقبة تطور حالة كل طفل، وهو يحمل ملفات كل الحالات، ويجري عملية حسابية لتقديم تقرير كامل عن كل حالة.
2500 حالة استفادت من تطبيق «نمو» الذي يساعد في متابعة نمو الطفل بشكل مثالي، والكشف المبكر على حالات التأخر النمائي، وفق إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة. وهؤلاء الصغار لهم حصتهم أيضاً من «التواصل»، ومن متعة القراءة والقصص من خلال «القصص الاجتماعية» التي تؤهلهم للتواصل والتعامل بشكل أفضل مع المجتمع ومع محيطهم، وتعلمهم السلوكيات الاجتماعية المقبولة. ما يؤكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتواصل الاجتماعي في مكانهما الصحيح يساعد في تنمية المجتمع بشكل إيجابي وسريع.
لهؤلاء الصغار الحق في استخدام الهواتف والألواح الذكية والألعاب الإلكترونية، فلم لا تكون المتعة مقرونة بالعلم والطب والاستفادة؟ بوادر طيبة نتمنى أن تتسع دائرتها لتشمل كافة أصحاب الهمم، كما نتمنى أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي ومواقع التواصل لوضع الأبناء من غير أصحاب الهمم أيضاً على الطريق السليم تربوياً واجتماعياً وأخلاقياً، وإيجاد تطبيقات تشغلهم وتحفزهم لتطوير قدراتهم التعليمية ولتكن الفروض والواجبات المنزلية ممزوجة بوسائل ترفيهية، من أجل إعمال العقل والابتكار بدل الانشغال بالثرثرة والنميمة و«السيلفي» والشتائم «إلكترونياً».

marlynsalloum@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى