5 دقائق يا كريستيانو!
محمود الربيعي
تابعت بشغف مباراة الديربي الإنجليزي الشهيرة بين مانشستر يونايتد وليفربول التي زاد اهتمامنا بها كعرب لوجود محمد صلاح من جهة وكريستيانو رونالدو في الجهة الأخرى، ولم نكن نفكر مطلقاً في حكاية تقدم رونالدو في العمر، لم يكن ذلك يهمنا ولم يشغلنا، فقد كان دائماً قادراً على العطاء لقوة بنيانه وقدرته في الحفاظ على نفسه حتى فوجئنا بما لم يكن في حسابنا ولا في دائرة تفكيرنا على الأقل الآن!
المشهد الأول: اللاعب الكبير لم يكن في التشكيلة الأساسية لفريقه، اصطادته الكاميرا وهو يجلس حزيناً مهموماً على مقاعد الاحتياطيين.
المشهد الثاني كان هو الأخطر والأشد إيلاماً، المدرب يقرر إشراكه، ولكن متى؟! إنها الخمس دقائق الأخيرة من عمر الوقت الأصلي من المباراة، كل من شاهد ذلك لم يمنع نفسه حتى من الحوار الداخلي: «معقولة يا كريستيانو، هل جاء الوقت الذي لا تلعب فيه سوى خمس دقائق فقط!» ولا تمنع نفسك بالطبع من التفكر في كرة القدم وأحكامها، فالوقت لابد أن يحين عاجلاً أم آجلاً الذي تخفت فيه نجومية حتى كريستيانو رونالدو الذي ملأ الدنيا وشغل الناس سنوات وسنوات، وكانت جماهيره لا تطيق ولا تتصور أن يأتي الوقت الذي لا يشارك فيه إلا لخمس دقائق فقط، لا يلمس فيها الكرة إلا مرة واحدة، وكان من الممكن أن يصفر الحكم منهياً المباراة دون أن يلمسها!
نعم نعترف أنها أحكام كرة القدم، نعرف ذلك جيداً لكننا نتألم عندما تحين اللحظة ونشاهدها على الطبيعة، خصوصاً عندما يكون بطل الحكاية نجماً في مكانة كريستيانو أو في مكانة ميسي، لأنهما باختصار من تلك النوعية التي نادراً ما يجود بها الزمان!
آخر الكلام
من الطبيعي أن يقل عطاء اللاعب عندما يكبر ويتنقل هنا وهناك، ولكني أتمنى لرونالدو وميسي تحديداً أن لا يعيشا لحظات الانكسار، وأن يبكرا بالاعتزال حتى تظل صورتهما الاستثنائية التي عهدناها ماثلة في أذهاننا طول العمر.
*نقلاً عن البيان الإماراتية