50
ابن الديرة
من الأحلام ما يتحقق. هذا الاقتباس من أحمد شوقي يعبر عنه واقع دولة الإمارات كما لا يفعل أي واقع آخر. لو أن قارئاً تخيل قبل عقود قليلة أن صحف الإمارات، ونقلاً عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ستنشر، مطلع العام 2018، خبراً مؤداه أن الإمارات احتلت المركز الأول في 50 مؤشراً عالمياً، فهل يصدق؟
خمسون مؤشراً عالمياً قبل الاحتفاء بخمسين سنة على تأسيس الدولة وانطلاق الاتحاد بنحو أربع سنين، وفي خطة الإمارات برامج نهوض جديدة ضمن استراتيجية الإمارات ( 2071 )، أي بعد 50 عاماً جديدة من استحقاق 2021، حيث نحتفل، وكلنا فرح الاعتماد الكامل على تنوع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، كما عبر أحسن تعبير، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
لماذا تنجح دولة الإمارات، وبهذا الشكل المبهر، وسط محيط عربي لا يعيش أحسن حالاته؟.
منذ فجر التأسيس، انصرفت دولة الإمارات، بكل روحها وطاقتها نحو الإنسان، على يد الزعيم الخالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حتى أصبح غرس زايد حصاداً للإمارات وشعبها العزيز الكريم، وحتى تكرس هذا النهج القويم في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، برنامجاً استثمارياً وسيلته وغايته الإنسان، إنسان الإمارات الذي أسهم في تحقيق حلم زايد الخير، طيب الله ثراه.
كلمة السر هنا قدرة الحكومة على مواكبة المستجدات، ما يقتضي، ابتداءً، تأهيل الأطر البشرية لمثل هذا الدور الخلاق، ثم التنسيق وبالتالي الاتساق بين الاتحادي والمحلي، في تناغم رائع حقق ويحقق أغراضه يومياً. الاتجاه إلى الإنسان هو كلمة السر، وتخصيص أكثر من نصف الميزانيات المجزية للجانب الاجتماعي هو كلمة السر، نزوع الدولة نحو النبوغ في العلوم الحديثة والمتطورة هو كلمة السر. الإخلاص والإتقان والإصرار والتفاني مفردات كأنها براهين، والبرهان الأول هو روح المحبة السائدة في دولة الإمارات، والتي تجعل خدمة الإمارات هدفاً وطنياً سامياً لا يقبل المساومة أو التأجيل، حيث كل الإمارات، اتحادياً ومحلياً، حكومة وقطاعاً خاصاً وأهلياً، فريق عمل واحد، ولهذا ننجح في السياسة كما في الاقتصاد، وفي الثقافة كما في المجتمع.
.. ولكن من الأحلام ما يتحقق، والصيغة تشير إلى الاستمرار والاستدامة، فكما عمل الآباء المؤسسون، رحمهم الله، لخمسين سنة مقبلة، ها نحن نعمل لخمسين سنة تليها. كلمة السر أن الهاجس أجيالنا الطالعة والمقبلة، في أفق حلم زايد ونهج خليفة.
ebnaldeera@gmail.com