مقالات عامة

6 جدران لحماية «إسرائيل»

يونس السيد

يعيد إقامة الجدار الحدودي مع لبنان تسليط الضوء على السياسات «الإسرائيلية» المتبعة في إقامة الجدران التي دائما ما ترتبط بالهواجس الأمنية ل«إسرائيل» بذريعة تعزيز تحصيناتها الدفاعية، لكنها لا تخلو بأي حال من النزعة الانعزالية والعنصرية التي تنتهجها منذ الإعلان عن تأسيسها عام 1948.
وهي سياسات قديمة جديدة اختلطت فيها العوامل السياسية والأمنية بالإيدولوجيا الدينية المتوارثة عبر التاريخ، لكنها تحولت اليوم، رغم كلفتها العالية، إلى منظومة استراتيجية دفاعية وأمنية شاملة وأداة للفصل بين الأراضي الفلسطينية ومع المحيط العربي، وأنشأت في هذا الإطار ستة جدران لتأمين الحماية المفترضة وتحقيق أهداف وغايات شتى، سواء في داخل الأراضي المحتلة أو على الحدود مع الجوار العربي. ويأتي في مقدمة هذه الجدران جدار الفصل العنصري الذي تقرر إقامته في عام 2002 ويمر نحو 85 بالمئة منه في عمق الضفة الغربية مقتطعا أكثر من 10 في المئة من مساحتها بما في ذلك القدس المحتلة. ثم الجدار الذي أقيم في عام 2010 على الحدود مع مصر، والذي يمتد بطول 245 كيلومتراً من رفح حتى «إيلات» بذريعة منع تسلل المسلحين والمهاجرين الأفارقة من سيناء.
بعد ذلك شرعت «إسرائيل» في إقامة جدار حدودي مع الأردن بارتفاع 30 متراً وعلى امتداد 405 كيلومترات من «إيلات» حتى وادي يمناع بذريعة حماية مطار في تلك المنطقة. وفي عام 2016 بدأت «إسرائيل» بإقامة الجدار مع قطاع غزة، على امتداد نحو 60 كيلومتراً، وأعلنت أن جزءاً كبيراً منه سيكون أسفل الأرض، بذريعة قطع الطريق على أنفاق المقاومة ومنع أي عمليات عسكرية. وفي عام 2015 شرعت في إقامة جدار بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة، بارتفاع خمسة أمتار للهدف ذاته وهو منع عمليات المقاومة. وآخر هذه الجدران هو الجدار الحدودي مع لبنان الذي أعلنت عن البدء بإقامته عام 2017 بارتفاع ستة أمتار في المنطقة الممتدة من رأس الناقورة، حتى أصبع الجليل، والذريعة نفسها «منع عمليات التسلل»، لكنه جاء ليمثل تعديا على الأراضي اللبنانية، وهو ما دفع لبنان إلى الاستنفار والتحرك لمنع إقامته.
وإذا ما استكملت بناء هذا الجدار، تكون «إسرائيل» قد أكملت طوقا من الجدران لحمايتها من كل الاتجاهات، لكن السؤال هل فعلا ستحقق هذه الجدران الحماية المزعومة ل«الإسرائيليين»؟، وهل يمكنهم الاستمرار في العيش داخل الأطواق إلى مالا نهاية؟، وماذا لو انهارت هذه الجدران مستقبلاً بفعل عوامل الزمن أو أمام اختبارات التكنولوجيا الحديثة؟ أسئلة ستجيب عنها قطعا الأيام القادمة.

younis898@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى