إنسانية وعطاء
ابن الديرة
منذ أن وضع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اللبنة الأولى في صرح دولة الاتحاد في ديسمبر من عام 1971، ونهج الدولة الإنسانية والشعب المعطاء ينمو يوماً بعد يوم، ويترسخ، ويتجذر، ليصبح سمة ملاصقة لا تنفصل عن أبناء الإمارات وسياسة حكومتهم وتوجهات دولتهم.
وأبرز ما تتجلى فيه إنسانية الدولة هو احتلالها مقدمة دول العالم في إغاثة الملهوف ومداواة جراح الذين يتعرضون لكوارث طبيعية أو من صنع الإنسان، ومساعدة الفقراء، وكفالة اليتامى، ودعم مشروعات التنمية والخدمات والبنية التحتية في كثير من الدول الفقيرة والنامية، وتبنيها مبادرات عالمية لمحو الأمية وعلاج الأمراض وتوفير مصادر المياه والكثير من النشاطات العصية على الحصر على امتداد أكثر من أربعة عقود خلت.
كما يجسد الشعب الإماراتي تميزه في العطاء عبر أفواج المتطوعين التي تجوب أنحاء العالم، تعطي وتساعد وتبني وتداوي بروح من السماحة والمحبة الخالصة، وهو الدور الوطني الذي يكاد يمارسه الجميع من القادرين على العطاء داخل المجتمع الإماراتي، فالجمعيات الخيرية خلايا نحل لا تهدأ، يجوب باحثوها المناطق لدراسة الحالات المعوزة ميدانياً، وتتكفل بآلاف الأسر محدودة الدخل، والأرامل والمطلقات وحتى المهجورات، واليتامى، والمتعففين، بجانب المساعدات الدراسية والعلاجية، والأفراد يسارعون لمساعدة كل محتاج بصمت ومن دون انتظار حتى كلمة شكر.
مضت معظم شهور عام زايد الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والجميع كانوا يتسابقون خلال الشهور الماضية في وسم كل عمل إنساني وخيري باسم زايد العزيز على قلوب الجميع بلا استثناء، والكثيرون أمامهم متسع طويل من الوقت ليبادروا بعمل المزيد من الخير ووهبه للمعلم الأول الذي علم أبناء شعبه أن الثروة الحقيقية هي الإنسان، وأن المال وسيلة وليس غاية، نسعد به الناس ولا نبخل به عليهم.
الإمارات ترتقي عالمياً بما تصنعه محلياً وخارجياً من خير وعمل إنساني يستهدف مصلحة البشرية، فكلما ارتفعت المستويات المعيشية لأهل الإمارات ازداد عطاؤهم وتطوعهم من أجل الآخرين، وزادت مساهماتهم في رفع البلاء عن الكثير من الشعوب المنكوبة سواء بسياسييها أو بفعل عوامل طبيعية كارثية، ومساعدة المناطق حول العالم الأكثر احتياجاً للماء والدواء ورغيف الخبز.
عام زايد الخير شهوره ممتدة، ومستمرة، فرصيد صاحبها من الحب كبير في كل القلوب، ورغم أنه رحل إلى جوار ربه منذ سنوات، إلا أنه مازال يعيش بيننا حياً بمبادئه وأفعاله، بسلوكه ومآثره وعطائه وطيبته وكرمه وحكمته وتسامحه وقلبه الكبير، سنبقى نتعلم منه كيف لا نعترف بالمستحيل، ولا نخشى في الحق لومة لائم، وأن الحاكم العادل يعيش في قلوب أبناء شعبه جيل يسلم محبته إلى جيل، ومن يريد المزيد فلينظر كيف يعيش بين الجميع الزعيمان الخالدان زايد بن سلطان آل نهيان وجمال عبد الناصر.
ebnaldeera@gmail.com