حماية الشباب واجب الجميع
إيمان عبدالله آل علي
لا شك أن فكرة منح مكافأة مالية، لمن يبلّغ عن مروّجي المخدرات بين الطلبة، التي وجه بها سموّ الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، ومن يحاولون الإيقاع بالطلبة للخوض في تجربة التعاطي والإدمان، سيكون لها أثر كبير في تنظيف المجتمع من تلك الفئات التي تسعى إلى هدم شباب الأمة بانتشار آفة المخدرات.
تعاون فئات المجتمع المختلفة مع الجهات الأمنية، ضرورة، للحد من تنامي بعض الجرائم، وتحديداً انتشار المخدرات بين الشباب، ووصولها إلى طلبة المدارس، خاصة أن المبلّغين يحظون بالأمان والسرية التامة.
الأمر الآخر الذي أقدمت عليها الجهات الشرطية في الدولة، وأثمر نتائج إيجابية، هو مساعدة المدمنين الذين يصرّحون بدائهم، أو تبليغ أسرهم عنهم، لحمايتهم وعلاجهم للتخلص من شر المخدرات، خاصة أن ثمة حالات تماثلت، وأكملت حياتها بطريقة طبيعية، بعيداً عن عالم الضياع، فالدولة تساعد كل من يبادر بالإبلاغ من تلقاء نفسه، وكل مريض مدمن.
التستر على الأبناء المدمنين والمروّجين، عواقبه وخيمة، وأثره يطول المدمن نفسه وذويه ومجتمعه، وقد تنتهي حياته بجرعة زائدة، أو خلف القضبان، وهذا يستدعي تعاون الأهالي لإنقاذ أبنائهم وحمايتهم، وواجبهم الوطني يفرض عليهم حماية المجتمع من خطر المدمنين والمروّجين.
الصمت ثمنه غالٍ، فانتشار العدوى أسهل مما نتوقع، وإصابة أحد الأبناء بتلك الآفة أمر غير مستبعد، ما دام بجواره رفاق السوء الذين يسعون بنقل الوباء إلى جميع من حولهم، فالإفصاح وعدم السكوت مطلب ملحّ، وتضافر جميع الأطراف في المجتمع وتعاضدهم نحو الإبلاغ بلا خوف ضرورة، حتى لا يقع شبابنا في براثن المخدرات، وللحد من انتشار تلك الآفة، ضرورة.
جهود الدولة عظيمة في مكافحة المخدرات، وتوعية المجتمع للحد من ظاهرة الترويج، عبر الأساليب التقليدية، وتلك الفئة الضالة تسعى لابتكار طرق جديدة في التهريب والترويج، ويتطلب ذلك تعاون وزارة التربية والتعليم، والمؤسسات الجامعية، مع الجهات الأمنية لإعداد مشاريع وطنية لتحصين النشء وطلاب المدارس والجامعات، ووقايتهم، وتكثيف البرامج التوعوية، ليستنير طلبة المدارس ولا يقعوا فريسة في مصيدة المروجين.
دور أولياء الأمور كبير، في حماية أبنائهم من الوقوع في فخ الإدمان، وعليهم تفعيل هذا الدور، لإحباط محاولات كل العابثين بحياة أبنائهم وبالأمن، عبر الترويج أو الاتّجار بآفة المخدرات في المجتمع.
المكافأة المعلن عنها، مهمة وكل الشكر لمطلقها، سموّ الشيخ محمد بن سعود، وهدفها نبيل، لكن ليس المفروض، أن يبادر شبابنا وأبناؤنا، بعمل الصواب، والسعي في الخير، لأن مكافأة تنتظرهم، فالأنبل والأسمى، أن تكون المبادرة ذاتية، دافعها حب الوطن، وحماية شبابه من الوقوع في براثن الضياع؛ فلا يحمي الأوطان ويرفع شأنها، إلاّ سواعد أبنائها، وعقولهم النيّرة، ونيّاتهم الخيّرة.
أيّها الشباب، وطنكم ينتظر منكم الأفضل، فكونوا على قدر المرجوّ.
eman.editor@hotmail.com