يوم طويل ممتع.. لغد أفضل
رائد برقاوي
يوم طويل مزدحم بالخطط والبيانات والمؤشرات، هو يوم الاجتماعات السنوية للحكومة، لكنه يوم ممتع لأنه يقرأ المستقبل بكل تفاصيله وطموحاته اليوم، مستقبل أهم تجربة وحدوية تنموية عرفتها المنطقة العربية، التي عانت على مدار العقود الأربعة الماضية من حروب وصراعات وتقلبات جعلتها تتأخر عن ركب التقدم العالمي.
يوم ممتع لأنه اليوم الذي كان يرغب فيه مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن يرى حلمه الذي تحقق بوجود نموذج عربي قادر على مواكبة العالم ويتقدم فيه، نموذج جعل فيه الإمارات دولة رفاهية.
التقى في هذا اليوم 500 مسؤول من الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية مع القيادة، لعرض خططهم وبرامجهم للبناء على النموذج المحقق، وتحقيق أمنيات شعب الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للخمسين عاماً القادمة.
العالم يضع استراتيجيته وخططه الاستراتيجية الخمسية والعشرية، لكن هنا في الإمارات الأمر غير، فخطط البلاد تمتد لخمسين عاماً، طموحها أكبر ورؤيتها أشمل، والرقم واحد لا يغيب عن تفكير فرق عملها التي تصل الليل بالنهار كخلية نحل من أجل البناء والاستدامة، من أجل السعادة وجودة الحياة، ومن أجل الاستقرار والأمان.
في حضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تتعزز روح الاتحاد وتُدعم مسيرة التنمية بما يخدم تطلعات الدولة، تُرجم ذلك من خلال 30 جلسة عمل في الاقتصاد والتعليم والطاقة والمياه والبنية التحتية والإسكان والخدمات الصحية والوقائية، في الأمن الغذائي والعلوم المتقدمة والذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية، في الشباب والتوطين والتوازن بين الجنسين والإعلام، والهدف وحيد، هو الإمارات التي نعشقها جميعاً، إمارات المستقبل الذي يتمناه كل محب، إمارات العالم التي ينظر إليها الجميع بتقدير واحترام.
يرى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذه الاجتماعات السنوية محطة وطنية سنوية في أجندة دولة الإمارات تسعى للإجابة عن سؤالين، أين وصلنا اليوم كدولة؟ وأين نريد أن نصل في الخمسين سنة القادمة؟
ويرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذه الاجتماعات المكان الذي تلتقي فيه الإرادة الوطنية والطموح ونظرة الثقة نحو المستقبل، فهي تعزيز مكانة الوطن ورفعة المواطن، حيث إن استدامة الحراك التنموي هو غايتنا، والأفكار التطويرية والإبداعية وسيلتنا لدفع عجلة التخطيط والتحديث إلى الأمام.
فسموهما، يؤكدان الدور المحوري لهذه الاجتماعات في توحيد الجهود المشتركة لتعزيز روح الاتحاد، ودعم مسيرة التنمية بما يخدم تطلعات الدولة في المضي قدماً نحو تحقيق التقدم والازدهار، وحث سموهما فرق العمل على مضاعفة الجهود والعمل معاً بوتيرة متسارعة واستثمار الفرص لتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.
الإمارات ستبقى شعلة نور في محيطها والعالم، وستقدم للبشرية نموذجاً مُلهماً في العقود المقبلة، فهكذا أرادها زايد، طيب الله ثراه، والقادم أفضل.
barqawi04@hotmail.com