للوطن أنشودة
شيخة الجابري
هي أجمل القصائد، لا بل أعذبها، تتشكل حباً وحياة، تتجلى نهاراتٍ من ألقٍ، وتصير في الليل عطر المساء، تجيء وفي يديها مشعلٌ ووردة، تضيء الروح، تتهادى كأصدق الأمنيات، وأثمن الأغنيات، في مساءات العشق المعتّق بالفرح، تبدو نبضاً من بهاء، تأخذنا معها، إليها، في موكب الحب، يجمعنا الوفاء.
هي الامارات، فاتحة الحب، فاتنة القلب، أرض وسماء، بحرٌ وماء، ابتهالٌ ودعاء، وطنٌ تسمو به أرواحنا، نطيّر الفراشات زهواً، سعادة بها وانتشاء، نصيرُ أوفى الأبناء، في أعماقنا بيعةٌ للأرض، للقيادة، للراية الشّمّاء، نحن أجمل ما نكون، وما سنكون، أو يكون وطننا، رمز الانتماء.
وطننا، أرض النبلاء، حاضنةُ الشهداء، على هذه الأرض ترقدُ أرواحهم بسلام، ينامون تحرسهم قلوبنا، ترافقهم دعواتنا، وأسرابُ حمامٍ وسلام، شهداؤنا قناديلُ السماء، وجهُ الضياء، لا حديثَ يطالُ قاماتهم، لا شعرَ، لا قصائد، ولا عذب الكلام، شهداؤنا مشاعل الحب عاماً بعد عام.
في حديث السردِ وردٌ، وزهورٌ وحكايات عن الحبّ تطولْ، أيّ حبٍّ ذاك الذي يأخذ من نبضنا أحلاماً، وإيماناً وغراماً لا ينازعهُ ذبولْ؟ أي حبٍّ يتنادى في المسامات وفِي النبض يصول، ويطول، ويجولْ؟ وحده النبض الذي لا تغيّره الفصول، إنه عشقُ الإمارات الحبيبات، السعيدات بنا، وبهنّ نحن نختال هياماً واحتفالاً وهطولْ.
الوطن الأنشودة الأغلى على مر الزمان، هو فخرٌ، هو للأمجاد وللسلم مقرٌّ ومكان، هو عنوانُ الأمان، في حناياه يقيمُ الود للإنسان ويُبديهِ احترام، قادةٌ للتاريخ يبنونَ منارات، سماواتٍ من الحبّ عِظام، وطن للتاريخ رقمه الأول دوماً في حسابات التقدم، والنمو، والتحضر، وطنٌ يمضي إلى العلياء ودوماً للأمام.
إن للمجد رجالاً ينذرون العمر جداً، عملاً، إيمانُ قلبٍ يعرفُ الإيمان بالأرض، ويعمل في تحدٍّ، وابتكار، يُبدع من أجل البلاد، يبني للتاريخ أمجاداً وأعياداً. وللمستقبل أجيالٌ لها نحو التميز، والتفوق، والإنجاز امتدادٌ وامتداد.
وفي يوم الشهيد، يوم الوطن الخالد في القلب صلاة ودعاء في هذه الجمعة المباركة لشهداء الحق والواجب أبناء الوطن البررة. الرجال المخلصون والجنود البواسل الذين قدموا أرواحهم فداءً لوطنهم، ونصرةً لشقيقهم، اللهم إنَّا نسألك لهم العفو والمغفرة، وجنات عرضها السموات والأرض، اللهم آمين.
Qasaed21@gmail.com