النموذج الإبداعي الإماراتي
يوسف أبولوز
بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971 بأربعة أيام فقط، أي في 6 ديسمبر 1971، كانت الدولة عضواً في جامعة الدول العربية، وبعد قيامها بأسبوع واحد فقط، أي في 9 ديسمبر 1971، كانت عضواً في الأمم المتحدة، ولنا في هذه التواريخ المجيدة دلالات ومعان نبني عليها ما يمكن أن يقال في مناسبة اليوم الوطني السابع والأربعين للإمارات.. اليوم الذي يرمز إلى أرفع وأقوى كيان اتحادي عربي.. واليوم الذي يرمز إلى تفوّق النموذج الإماراتي إقليمياً ودولياً في كل القطاعات الحيوية والمركزية التي تنهض باقتصاد الدولة ونموّها وتنميتها في التربية والتعليم والإعمار والصحة والإدارة والثقافة، وكل ما من شأنه أن يأخذ الإمارات إلى الرقم واحد، وإلى المراتب الدولية الأولى في تخصصات عديدة.
إن أياماً قليلة، أي في بحر أسبوع فقط، هي زمن انضمام الإمارات إلى كيانات دولية كبرى في العالم مثل الجامعة العربية والأمم المتحدة تعني أهمية الدولة وأهمية موقعها الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي والتنوّع السكاني فيها، وتعني أيضاً التقاط العالم مبكراً أهمية حيوية دولة وليدة تتأسس على مبدأ الوحدة والتعاون والتماسك.. وهي عناصر كفيلة بأن تؤشر منذ البداية على المستقبل المشرق الذي تتجه نحوه الإمارات، وهذا ما كان، وهذا ما سوف يكون حاضراً ومستقبلاً.. انطلاقاً من ماضي الأجداد الذين وضعوا الأساس، ثم جاء الأبناء حاملو الرسالة وحاملو المعنى الوحدوي ليرفعوه إلى معمار وعمار يعانقان الجوزاء.
النموذج الاتحادي الإماراتي جذب العالم إليه منذ بداياته، ومنذ البدايات أيضاً سيقوم فكر الدولة على قيمة العمل وثقافته، وسيقوم فكر الدولة على ثقافة الإنجاز والتفوّق والإبداع، وهكذا، وفي سنوات قليلة، ومن دون حرق للمراحل ومن دون القفز على مناهج التخطيط والعمل والتنفيذ العلمي الموضوعي حققت الإمارات منذ العقدين الأولين على قيامها ما لم تحققه دول ذات تراث اقتصادي واجتماعي معروف. ثم ومنذ التسعينات وحتى اليوم أكملت الإمارات نموذجها الإبداعي المتفوّق في أكثر من مجال وأكثر من قطاع، لكن لم يكتمل هذا النموذج لينغلق أو يقف أو يكتفي بما تحقق، بل، انفتح هذا النموذج الإماراتي الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي على العالم وعلى خبراته وتجاربه المتجددة يومياً في التخصصات والحقول والقطاعات التي تراقبها الإمارات جيداً في الدول ذات الفكر المبدع في كل مكوّنات الدولة.
إن الذين ولدوا من أبناء وبنات الإمارات في أوائل سبعينات القرن العشرين هم اليوم في مواقع إدارية وإنتاجية وقيادية ناجحة وأكثر من ذلك ابتكارية وإيجابية.. إنه جيل يتخذ من قيادته الأبوية النبيلة مصدر إلهام وأمل وتطلّع متفائل دائماً نحو المستقبل.
.. غداً أكمل
yabolouz@gmail.com