بلادي
ابن الديرة
لا تحيل بساطة العنوان إلا إلى تدفق صعوبة عذبة تضيء المسافات بين المدن والمدن، وبين القلوب والرؤوس، وبين الأصابع والحناجر. بلادي، ويكفي أن تضاف الإمارات إلى مواطن الإمارات أو أن يضاف إليها في اللغة أو الواقع، حتى تنهض الصباحات البعيدة والقريبة موقظة معها الحلم، وذاهبة إلى شفيف وعميق الرؤى في آن معاً. يكفي أن تقال الإمارات حتى يحضر التاريخ أمامك وجهاً لوجه، وأن تسفر الجغرافيا عن أسفار البحر والصحراء والجبل والنخل والغيم. الإمارات وما أدراك، بلادي، حيث برق المعنى ومطر الخلود. بلادي حيث يمر اليوم الوطني ناقلاً لونه وطعمه ونكهته إلى ما يليه من أيام لا تنتهي، حيث بشائر اليوم الوطني حكاية من قوس قزح. حيث مجد زايد بن سلطان وخليفة بن زايد. بلادي حيث تبكي طفلة لأن محمد بن راشد اتصل بكل أهل بيتها وكل الناس مهنئاً باليوم الوطني السابع والأربعين ولم يتصل بها، فما يكون منه إلا أن يزورها: قولي لهم إنني لم أتصل بك لكن زرتك. قولي لهم إنك بالضرورة بعض غرس زايد الخير وكل مستقبل الإمارات. قولي لهم إن في الإمارات قيادة تنصت إلى كل مواطن بدءاً من كل طفل. قولي لهم الإمارات بلادي. قولي لهم يكفي أن أضاف، في اللغة والحياة، إلى اسم الإمارات أو أن يضاف اسم الإمارات إليَّ.
سيكون بمقدور الطفلة سلامة القحطاني بدءاً من اليوم زيارة منطقة قصر الحصن والمجمع الثقافي بعد إنجاز الثوب الجديد القشيب، فهي تنتمي إلى الإمارات، بلادها التي تصل بالتربية الوطنية والأخلاقية والعلم والثقافة بين الأجيال، فلا قطيعة أو ابتعاد، وليس إلا القرب ومد الجسور ومناقلة التجارب والخبرات. سيكون في مقدور زائري متحف اللوفر في أبوظبي زيارة قصر الحصن والمجمع الثقافي ومكتبة محمد بن راشد في دبي ودارة الدكتور سلطان القاسمي في الشارقة إلى جانب نحو عشرين متحفاً متخصصاً. سيكون في مقدور سلامة القحطاني وأطفال الإمارات اكتساب المعارف والعلوم بطرق أيسر وأسرع، فهم يعيشون في وطن التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي مكان يسابق العصر لجهة الذكاء الاصطناعي والمهارات والعلوم المتقدمة، وطن التسامح والانفتاح والحوار والحرية والمسؤولية. وطن مسبار الأمل وحكومة تقترب من كونها واحدة من أفضل خمس حكومات في العالم. وطن جواز السفر الأول على مستوى العالم، ما يمكّن سلامة وإخوانها وأخواتها من معرفة العالم بسهولة وسلاسة، ليقول كل منهم في مطارات وموانئ العالم وكله فخر: أنا إماراتي، والإمارات بلادي.
الإمارات بلادي. قلها بينك وبين نفسك. قلها همساً وجهراً. قلها وانطلق منها إلى غد الوصول. الإمارات بلادي. بلاد المعنى والعيد. بلاد نهج التمكين كما أراد خليفة. بلاد التحدي كما أراد الآباء المؤسسون، وفي الطليعة القائد المؤسس.
لقد اشتغل زايد وخليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد وسلطان والحكام طويلاً وبعيداً وعميقاً من أجل هذه اللحظة. واشتغل المخلصون في القطاعات جميعاً من أجل هذه اللحظة، واستشهد الشهداء من أجل هذه اللحظة، لحظة أن يطلق الإماراتي كلمته مدوية وكأنها هتاف: الإمارات بلادي.
ebnaldeera@gmail.com