قضايا ودراسات

تنمية بشرية رائدة

ابن الديرة

النجاحات المتواصلة التي تحققها دولة الامارات العربية المتحدة في مجالات التنمية البشرية، عربيا وقد حققت المرتبة الأولى، ودوليا بعد أن تقدم ترتيبها التنافسي إلى المرتبة الرابعة والثلاثين على دول العالم، كما أكد تقرير التنمية البشرية 2018 الصادر عن الأمم المتحدة، تأتي بلا شك نتيجة نهج واضح تتبعه الدولة منذ قيامها وإلى الآن يعتمد العنصر البشري في مقدمة الأولويات والاهتمامات، وتستثمر فيه باعتباره الأعلى مردود بين جميع الاستثمارات.
وفي الحقيقة، فإن نجاحات التنمية البشرية تعتبر انجازا فائق الأهمية، يضاف إلى رصيد الانجازات الهائل الذي تحقق في الدولة على مدار السنوات السبع وأربعين الماضية منذ الاعلان عن قيام الدولة الاتحادية، والمسيرة تستمر بزخم كبير، وتضيف كل يوم انجازا مهما جديدا، تعتبر جميعها نتيجة طبيعية، وتتويجا لجهود مضنية بذلت من القيادة الحكيمة للبلاد وأبناء الشعب على اختلاف مواقعهم، لتكون الامارات دولة نامية نموذجية، تسير باطمئنان على درب التنافسية العالمية لتتقدم الصفوف الأولى بين دول العالم المتقدمة.
والتنمية البشرية الرائدة في الامارات تتميز بشموليتها، بعد أن غطت المهندس والمعلم والطبيب والإداري الناجح والقيادي المحنك، والصانع الخبير والمزارع الحريص على توفير الأمن الغذائي عبر الناتج المحلي، وغيرهم كل في موقعه، يضيف إلى منظومة العمل طاقة جديدة منتجة، وبتميز، وهذا الوضع يعكس بامتياز قدرة القيادة الرشيدة للبلاد على السير بقاطرة التنمية بلا توقف، وتحقيق المزيد من الإنجازات، والتقدم مراكز أعلى إلى الأمام في مجالات التنافس الإيجابي مع دول العالم قاطبة.
لقد آمنت الامارات على الدوام، أنه لن تكون هناك تنمية اقتصادية واجتماعية ومعرفية ما لم نستطع تنمية الكوادر البشرية المؤهلة والقادرة على تحقيق التنمية في كل المجالات بتفوق واضح، يعبر عن تمكن العنصر البشري وتميزه، باعتباره القادر والمؤهل للعمل بفاعلية والخروج بنتائج تتناسب والطموح المتنامي غير المحدود.
التقدم ثماني درجات مقارنة بتصنيف العام 2017، على المستوى العالمي، لا يعني بالضرورة تخلف الآخرين وتقاعسهم، بل إنه في الحقيقة يعكس تفوقنا نحن، وتميزنا، وتصميمنا على أن نجسر الهوة بين موقعنا في الترتيب العالمي والمراكز المتقدمة الأولى، وتحقق ذلك بعزيمة الرجال، والجهود المخلصة التي تبذل من الجميع، تتوجها أفكار ورؤية وعزيمة قيادة تعشق شعبها ووطنها، وتسعى بكل ما لديها من قوة إلى الأخذ بيدهما إلى الأعالي، القمم، المراكز الأولى التي تمنح السعادة الحقيقية.
الترتيب الجديد يجب أن يكون حافزا إضافيا لكل المعنيين بالارتقاء درجات إضافية على سلم التنافسية في مجال تنمية الكوادر البشرية، وطالما أننا نحقق نجاحات فارقة في هذا المجال، فسوف تتوالى الانجازات الكبرى المتميزة، وليدة العنصر البشري المؤهل والمبدع والمبتكر.

ebnaldeera@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى