قضايا ودراسات

هل من مجيب؟

إبراهيم الهاشمي

كتبت في هذه الزاوية بتاريخ 19نوفمبر، مقالة تحت عنوان: «قوانين السير المنتهكة»، تشير إلى مخالفة الشاحنات لقوانين السير واستخدامها للطرق في أوقات غير مسموح لها فيها بارتياد تلك الطرق، خصوصاً أن هناك لوحة إرشادية ضخمة تفيد بذلك، مما يعتبر مخالفة صريحة لقوانين السير من جانب، وازدحام الشارع وعرقلة السير فيه.
وقد تجاوب كثير من القراء مع ما تم طرحه في هذه الزاوية؛ بل نوّهوا بما يسببه سائقو الدراجات النارية المخصصة لتوصيل الطلبات، من فوضى وتجاوزات تعيق حركة المرور، خصوصاً مع سياقتهم المتهورة التي يمكن أن تؤدي إلى حوادث لا تحمد عقباها. كما أشار القراء الكرام أيضاً، إلى سائقي التاكسي وما يفعلونه من مخالفات وتجاوزات تُعرقل السير وتسبب الحوادث، وتُعرّض حياة مرتادي الطريق للخطر.
لقد كان تجاوب القراء كبيراً، لكن تجاوب الجهات المعنية المسؤولة عن شؤون السير، وتطبيق قوانين الطريق، كان صفراً، وكأنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، ولا يعنيها الأمر من قريب أو بعيد، على الرغم من مرور شهر كامل على كتابة تلك المقالة.
لسنا حينما نكتب عن ظاهرة سيئة أو تجاوز ما، أو مخالفة هنا أو هناك، أو اقتراح لتطوير شيء ما، يفيد المجتمع وأفراده في بحث عن المثالب والأخطاء، أو تشويه دور مؤسسة أو جهة؛ بل ندعوا إلى المصلحة العامة وأداء دورنا ككتّاب، فنشير إلى مواطن الخلل حينما نراه ليتم إصلاحه، ونشيد بالإنجازات التي تستحق الإشادة، بعيداً عن التهويل أو التطبيل. قد نخطئ ونحتاج إلى من يصحح لنا أيضاً، لكن الصمت المطبق للجهات المختلفة، ليس إلا دفناً للرؤوس في الرمال، وليس الحل الأمثل.
ظاهرة «تطنيش» الجهات المختلفة لما يكتب، أخذت في التنامي بشكل مقلق يدعونا إلى رفع الأمر إلى أولياء الأمر، لمحاسبة كل جهة لا تتجاوب مع وسائل الإعلام وما يُكتب فيها، ووضع ذلك ضمن تقييمها السنوي، وما تحصل عليه من درجات الجودة والنجوم.
انتقاد ظاهرة ما، أو سلوك معين، لا يعتبر انتقاداً أو انتقاصاً من الدور الذي يقوم به مدير هذه الدائرة أو تلك، وكل ما هو مطلوب منهم كمسؤولين تصدوا للعمل العام، أن يأخذوا بزمام المبادرة والاستماع لملاحظات وشكاوى المواطنين والمقيمين، وأخذها على محمل الجد، والعمل ما استطاعوا على حلها، لا التعاطي مع الأمر بصفة شخصية، و«الزعل» من هذا الكاتب أو الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية التي انتقدت الفعل؛ لأن دور هذه الجهات هو الانتقاد البنّاء لمصلحة الوطن وليس المديح.
بعض مسؤولي الدوائر توجد ملاحظات ملموسة على دوائرهم، وهم يعرفون ذلك، ولكنهم يتفاجأون أيما مفاجأة، حين يتحدث الشاكي في الإذاعة ويصل الأمر مباشرة إلى ولي الأمر.
دعونا ننتظر لعل من مجيب؟!

زر الذهاب إلى الأعلى